رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كتاب د. بهى الدين مرسى بعنوان: تصحيح المسار فى منتصف العمر – قراءة نفسية وسلوكية.. يتسم هذا الكتاب بدرجة عالية من الإبداع.. حيث يتمكن من التقاط الأشياء ومحاولة إلى الغوص من أجل الفهم والإدراك العميق واكتشاف المختبئ.. ولذلك تجد خلال فصوله.. الكثير من الوقفات التى تجعلك تعيد النظر أو تتوقف للحظة لتسأل نفسك لماذا لم نلتفت لتلك الأمور؟ ولماذا لم نتساءل فى يوم من الأيام عنها؟ ولماذا لم نعطها الكثير من الوقت والجهد من أجل أن نفهمها وندركها بشكل أفضل؟ لماذا؟.. لعل السبب أننا فى مراحل العمر الأولى وخلال العمل والسعى والارتزاق ننشغل ويصبح الهم الأول أن نكتسب الرزق وتحقيق الذات من خلال العمل وتحاول أن تكون معروفًا أو متميزًا بشكل أو بآخر.. إنه اللهاث الدائم نحو تحقيق الذات.. لكن فى مرحلة ما بعد منتصف العمر..وبعد أن حقق المرء الكثير من الأهداف وركن إلى درجة من الارتياح والاطمئنان الذاتى على النفس وما حققته..هنا يتاح للمرء أن يعيد النظر فى رحلة الحياة.. محاولة تقويم أو محاولة منه لبيان أهم النقاط الإيجابية عبر الرحلة، أيضاً الوقوف عند النقاط السلبية التى وجدت عبر الطريق أو فعلتها الذات إما بقصد أو غير قصد.. فى منتصف العمر يتاح للذات أن تقف بروية وهدوء وتمعن وتفتح أكثر وفهم أعمق لتقييم الرحلة.. وهنا تأتى مرحلة تصحيح المسار.. قد يشمل كل وقد يشمل البعض.. وقد لا يحدث أى شىء..وخاصة عند الذات غير القادرة أن تقف أمام المرآة لترى الصورة بوضوح وروية.. هناك البعض لا يمتلك تلك الخاصية.. أقصد خاصية التقويم.. فهو يرى أنه الأفضل والأجمل والأروع والأول.. والمتميز و.. و.. و... الخ. لكن أهم ما فى الأمر أن تناولك للكتاب ستجعلك تقف عند الكثير والكثير من الموضوعات، وستجد نفسك تتأملها وتثير تجاهها الأسئلة..أنك سوف تندهش لماذا لم أتأمل تلك النقطة؟ ولماذا لم أتساءل إزاءها.. هذا الأمر فى حد ذاته متعة كبرى.. هنا يتحرك الذهن وتتحرك ذاتك وتشعر لأول مرة أهمية أن تركز فيما يحيط بك من أجل المزيد من الفهم والإدراك ومن أجل أن تعيد النظر فى الكثير من الموضوعات التى تظن أنها من الممنوعات أو من المسلمات.. وكما يقول د. بهى فى المقدمة.. (فى الحقيقة، لم تكن السياسة التربوية ولا مناهج التعليم تسمح بتناول مثل هذه القضايا ولو فى أضيق الحدود، بل تربى الجيل فى منتصف القرن الفائت على وجود خطوط حمراء حول بعض القضايا الحياتية، خاصة الجنس وبيولوجيا التناسل وثقافة البلوغ وغيرها من الأمور التى صنفت بأنها شائكة وأن الحديث فيها هو ضرب من قلة الأدب).. وتصحيح المسار يبدأ عندما تعتريك الدهشة وتثير الأسئلة وتتأمل كل ما ظننت لحظة خلال رحلتك أنها لا تحتاج لأن تبحثها أو تتناولها.. إن إعادة النظر فيما حولنا هو الذى يعنيه د. بهى.. بتصحيح المسار.. هى رحلة ممتعة مع صفحات الكتاب فآمل أن تعتريك تلك المتعة وتلك الدهشة وتلك الرؤية.

 

د. حسن يوسف طه – أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون