عن دار (ليفانت للنشر) بالإسكندرية لصاحبها الكاتب والروائى المثقف د.أدهم مسعود.. صدر كتابى (الخلاص بالحب).. فى الحب الشعور بحيوية الحياة وبمعنى الوجود الإنسانى، فى حالة الحب يجد الإنسان متعة فى الانطلاق والمرح والسرور إنها السعادة التى تتولد من لحظة الحب.. الحب إذن حالة يعيشها الإنسان فيكون ناتجها ملموساً مرئياً، لكن علينا أن نفهم ونعى وندرك أن هناك فرقاً بين أن (تعيش الحب) أو تتواجد فى حالة حب وبين (فن الحب)، لأن الفن يعنى الإمساك بتلابيب الموضوع، بينما فى حالة الحب أنت تعيش فى الموضوع والاستغراق فى الحب وحالته ربما لا تعطى الذات الفرصة لكى تدخل إلى معرفة الحب وجوهره وتعلم أصوله وأبجدياته ولعل ذلك ما دعا (إريك فروم) أن يخصص كتاباً لذلك الأمر وهو فن الحب وهو ينطلق من فرضية أن الحب فى جوهره فن.. ومن ثم يقتضى بذل المعرفة والجهد للإمساك بخيوط ذلك الفن.. إنه فن الحب.. بينما الغالبية العظمى من الناس تنطلق من فرضية أن الحب إحساس باعث على اللذة وأن ذلك الأمر يرجع إلى المصادفة ومحظوظ ذلك الذى يقع فيه، فروم يركز كما قلنا على فن الحب. وهو يجيب فى كتابه عن سؤال لماذا لا ينطلق الناس لتعليم فن الحب؟ السبب الذى يراه فروم فى أن الغالبية العظمى لا ترى أن الحب ليس بتلك الأهمية التى تجعلنا نبذل كل الجهد والمشقة فى تعلمه، فالمهم أن يكون الإنسان ناجحاً مثلاً وأن يكون جذاباً وأن يكون ثرياً.
كل تلك الأمور ذات أهمية كبرى أكثر من الحب ويمكن أن يُبذل الجهد والمعرفة لكى نعرفها ونتقنها، أما فن الحب، فإن الأمر لا يستدعى ذلك.وفى الحب كمشروع نجده يبدأ مليئاً بالآمال والتوقعات الهامة ولكن ما يلبث أن تتحطم تلك الآمال ويفشل الحب كمشروع. ونادراً ما يتم البحث عن أسباب الفشل فى حين أن الأمر لو كان مرتبطاً بأى أمر آخر غير الحب لتم البحث عن أسباب الفشل، أما فى الحب فلا يتم البحث عن تلك الأسباب.. ومن ثم يصبح إتقان فن الحب يتوقف أولاً على السيطرة على الموضوع ثم ثانياً تطبيقها أى لا بد فى البداية أن أعرف موضوع الحب ومكوناته ومحدداته ثم بعد ذلك ندخل للمرحلة الثانية وهى تطبيق تلك المعرفة مع التعديل المطلوب فى كل مرحلة. وخلال هذا الكتاب تجد تلك الموضوعات:
الفصل الأول: جماليات الحب الإنسانى
الفصل الثانى: الحب وأشكاله أو صوره
الفصل الثالث: الحب والإيمان عند كيركجور
الفصل الرابع: الخلاص بالحب عند كيركجور
الفصل الخامس: الحب قيمة وفن عند إريك فروم
الفصل السادس: الحب فى زمن الوداع
تلك هى الرحلة فى ساحات الحب.
حاولنا أن نقدمه بقدر ما فهمنا وبقدر ما استطعنا أن نستوعبه.. وخرجنا من الرحلة بقناعة يقينية.. أن أجمل شىء فى هذا الوجود هو ذلك الحب.. بل إن الحب هو الذى يوجِد الوجود.. بينما الوجود أبداً لا يوجِد الحب!! وعندما نستوعب الحب ونعرفه بشكل عميق، يصبح الوجود أفصل وأجمل.. وعندما تعرف الذات الإنسانية قيمة الحب.. تجدها فى غاية الحيوية والسعادة.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون