رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

يحتفل العالم اليوم السبت الموافق 10 ديسمبر.. باليوم العالمى لحقوق الإنسان.. ففى مثل هذا اليوم اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1948 الإعلان العالمى لحقوق الإنسان بأغلبية ساحقة وهذا الإعلان الذى اعتبر يوم صدوره فتحا جديدا فى حياة الإنسانية.

فهو اول وثيقة تعدد الحقوق الأساسية للإنسان الذى يجب أن يتمتع بها واعتبرتها الحد الأدنى لها وعلى الحكومات التزام أخلاقى لتنفيذه وتمكين مواطنيها من ممارسة هذه الحقوق دون فرض قيود تعسفية على ممارستها.

 وتحول هذا الإعلان على مدار السنوات من مجرد إعلان أخلاقى إلى عرف قانونى يتم النص عليه فى الدساتير الحديثة فى ديباجاتها مع تعهد بالالتزام به وتطبيق ما ورد به من أحكام كما أصبح وثيقة دولية تتمتع الآن بقبول جميع دول العالم.

 وانبثق عن هذا الإعلان عدد كبير من الاتفاقيات الأساسية فى مجال حقوق الإنسان بدأت بالعهدين: الأول للحقوق المدنية والسياسية والثانى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتم تأسيس ما يعرف الآن بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان وانبثقت عن هذا كله عشرات الاتفاقيات المتخصصة التى تغطى كافة الحقوق والحريات الأساسية بالتفصيل وتضع آليات لمراقبة مدى التزام الحكومات بتطبيق ما رود فيها.

وتحولت لجنة حقوق الإنسان إلى مجلس دولى لحقوق الإنسان وهو المجلس الذى يراقب تنفيذ التعهدات الحكومية باحترام حقوق الإنسان وتتقدم الحكومات بصورة طوعية بتقارير كل أربع سنوات حول ما تم إنجازه فى مجال الارتقاء بحالة حقوق الإنسان بها وفى نفس الوقت تتلقى توصيات من الدول الأخرى حول ما تراه من نقص فى هذا المجال فهى آلية تكاملية جعلت قضية حقوق الإنسان فى بلد ما قضية دولية وللحكومات الحق فى قبولها والاعتراض عليه أو رفضها.

 فقضية حقوق الإنسان لم تعد قضية محلية بل هى شأن كونى يهم كل الناس على كوكب الأرض، وبالتالى من حق الجميع أن تبدى آراءها وملاحظاتها على دولة ما وفق معلومات حقيقية موثقة وبالتشاور مع الحكومة المراد توجيه الملاحظات إليها.

 احتفال العالم بهذا اليوم يأتى فى منطقتنا ولدينا دولة محتلة وعجزت الآليات الدولية لحقوق الإنسان عن مواجهة المحتل ومحاسبة قادته على الجرائم التى يرتكبونها ضد الشعب المحتل وأقصد هنا الشعب الفلسطينى مما جعلها نقطة سلبية تدفع العديد إلى مهاجمة الآليات الدولية والكفر بها.

 وعجز هذه الآليات عن مواجة الاحتلال الإسرائيلى وعجز المجتمع الدولى عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولة حول الاحتلال جعل كل مواثيق حقوق الإنسان مجرد حبر على ورق وأصبحت أداة للهجوم على كل دعاه ونشاطى حقوق الإنسان.

 ويأتى أيضا الاحتفال فى ظل دول فى منطقتنا العربية تعانى من نزاعات مسلحة داخلية فى اليمن وسوريا وليبيا والصومال وعجز السياسة الدولية عن إيقاف هذه النزاعات وإعادة الاستقرار إلى هذه الدول مما ادى إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب كما لا يوجد أى بادرة بأن هذه الأزمات سوف تنتهى فى القريب العاجل.

 فهذه الأحداث عكرت علينا الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان وأصبح الاحتفال به مجرد أمر شكلى لا قيمة له طالما الدماء تسكب فى هذه الدول دون حسيب أو رقيب.