رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

«يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا»، ما زالت هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين، فقد حظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على رضى الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها.

وصلت السيدة زينب إلى مصر طواعية، فى شعبان عام 61 هـ، وخرج لاستقبالها جموع المسلمين وعلى رأسهم والى مصر الأموى مسلمة بن مخلد الأنصارى فدعت بهذا الدعاء المأثور.

وسميت بـ«أم العواجز» لأنها كانت دائما تساعد العجزة والمساكين، عندما قدمت إلى مصر، كما سميت -رضى الله عنها وأرضاها- بـ«رئيسة الديوان»، لأنها عندما قدمت أرض الكنانة كان الوالي وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم، فيتفهمون الأمور الدينية في ديوانها الذى هي رئيسته.

 واليوم موعدنا مع الشاعر العراقى أمجد سعيد الذى ذاب عشقا فى تراب مصر، وكتب فى حبها 40 قصيدة، بعد أن اختارها مستقرا ومستودعا، عاش فيها أجمل سنوات عمره ، ترك بلاده وفضل البقاء فيها، وصف «المحروسة»  بأنها قلب الوطن العربي النابض، ومبدعيها بأنهم حملة المشاعر، وكانت النتيجة الطبيعية أن تشهد المعشوقة نهاية عاشقها وإسدال الستارعلى رحلته الإبداعية.

«سعيد» كان يزور دائماً المناطق التاريخية في القاهرة، ويتأمل في طبيعة الحضارة الإسلامية العربية المبدعة، ويقرأ كثيراً عن الحضارة الفرعونية التي أنجزت هي وشقيقتها السومرية في العراق القديم بدايات الحضارة الإنسانية.

وفى قصيدته الرائعة والتى سماها «مصر» جاء وصفه لها معبرا عن العشق والوله وقال فيها:

مصر

شفق علي شفق

وماء فوق ماء

يرسم الاسم النبيلا

إرث من اللهب الذي لا ينتهي

جيلاً

فجيلاً

بلي الزمان

علي سواحلك التي

يا مصر

تختصر المراحل

والعوالم

والفصولا

ويظل سحرك يلهم الأجيال

مبتدعاً

رؤي بكراً

ومحتضناً

زعيماً

أو حكيماً

أو رسولاً

مأمونة

أرضاً

وتاريخاً

وشعب مفاخر جلي

ونيلاً

وكتب قصيدة أخرى لا تقل روعة وجمالا عن سابقتها يتحدث فيها عن ميدان طلعت حرب قال فيها:

 

ميدان طلعت حرب

يأتيه الخلق زرافات

أو وحدانا

أزياء

أديان

لهجات

سحنات

ولغات

من أربع أطراف الدنيا

ويضيعون سراعاً

ما بين مقاه

وملاه

ونواصي كتب

ومحلات عصير

أنا أحفظ (طلعت حرب) الميدان

وما بين أصابعه

من فتحات

وزوايا

أحفظ مدبولي

المستودع

فلفلة

مقهي ريش

البستان

جروبي

الأتيليه

النادي اليوناني

أقول لنفسي، حتماً

أن يوجد (طلعت حرب) الميدان

وإلا كيف ستعرف إنك في مصر

وعن حكاية عشقه لمصر قال: كان ذلك في عام 1974 مع شاعر زميلي بهدف التعرف علي المثقفين والأدباء، وبالفعل قابلت الكثير منهم، علي رأسهم محمد عفيفي مطر وممدوح حمدي الذي قضي معي شهراً كاملاً وقدم لي كل شيء، وأصر على دعوتنا الى قريته وقضينا ليلة جميلة في الريف المصري، وقد نشرتُ في العدد الثاني من مجلة الطليعة الادبية العراقية قصيدة بعنوان (شمبارة الميمونة) اسم القرية، وكانت القصيدة معبرة عن كفاح الفلاح والعامل المصري من أجل حياة افضل وتصوير بعض أبعاد وواقع المجتمع المصري.

ويقول «سعيد» تمتعت بجو مصر البديع وهذا الوهج العربي رغم ما كان في قلوبنا من اتفاقية «كامب ديفيد» وغيرها، ولكن ذلك كان علي المستوي الرسمي فقط، وقابلت مجموعة كبيرة من الشعب المصري الودود المثقف ومازلت أحتفظ فى ذاكرتى بالرموز الكبيرة التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، ففي مجال الثقافة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين، وفي مجال السياسة جمال عبدالناصر ورفاقه، وفي مجال الفن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وأبطال السينما والمسرح، وكذلك قارئو القرآن أمثال: محمد رفعت ومصطفي إسماعيل الذي رأيته بنفسي يقرأ أمامي في القصر الجمهوري العراقي.

وفى تلك الفترة استطاعت مصر أن تقود الوطن العربي بالقوة الناعمة، قوة الفن والأصالة.

حفظ الله مصر

[email protected]