رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

استمعت قبل فترة إلى حديث للدكتور العظيم مجدى يعقوب عن إجراء عملية جراحية لأحد الإرهابيين.

حياة الفنان ومعاناته اليومية هى بلا شك نفسها حياة ومعاناة كل مواطن، والاختلاف الوحيد بينهما هو أن الفنان يعرفه كل الناس بحكم عمله، ولذلك نتابع أحواله فى جميع حالاتها وليس أعماله الفنية فقط.. أما المواطن العادى لا أحد يعرف عنه شيئًا سوى أهله وأصحابه وأقاربه، وهم الذين يتابعونه كذلك فى أفراحه وأطراحه!

ولهذا تظل سيرة أهل الفن محل اهتمام كل الناس، بينما سيرة المواطن العادى تظل محل اهتمام ناسه فقط.. فإذا واجه الفنان مشكلة فى اعماله ومع زملائه تكون مادة مشوقة للجمهور، ولو كانت مشاكل حياتية شخصية من زواج وطلاق وقضايا وسجن.. وحتى الموت يكون الجمهور أكثر اهتمامًا ومتابعًا سواء كان متعاطفًا مع الفنان أو غاضبًا منه!

والفنان المعروف فى مصر.. مثله كمثل المواطن غير المعروف، كما قلت، يعيش ما يعيشه المواطن، ويواجه مشاكل كثيرة ويعانى كثيرًا بدرجات مختلفة وبصور أخرى ولكنها فى النهاية نفس المشاكل ونفس المعاناة..!

لا أريد حقيقة أن أتعرض لقضية الفنانة (منة شلبى) وحكاية ضبط جمارك مطار القاهرة لممنوعات معها وهى عائدة من أمريكا، ففى النهاية إدانة أو عدم إدانة أى مواطن هي حق للقضاء ولا أحد غيره، إعمالا بالقاعدة القانونية المعروفة: المتهم برئ حتى تثبت إدانته.. ولكن مسألة التشهير بالواقعة ونشر صور المضبوطات وجواز سفر الفنانة بهذه السرعة ودون حتى الإشارة إلى اسمها بالحروف الأولى أو بإخفاء عنوانها وبيانات جواز سفرها مسألة تتطلب المحاسبة والتجريم!

والحقيقة أن الصحافة فى مصر التى أعرفها، وتعلمتها على أيدى أساتذة كبار، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تمر بأزمة كبيرة، أكبر من أزمة عدم التوزيع وتكلفة الورق والأحبار وديون الصحف الحكومية.. وهى أزمة فقدان المهنية، بمعنى غياب قواعد المهنة وأخلاقها وميثاق الشرف.. ربما لأن الجيل الحالى ممن يشتغلون بالصحافة، أعتقد أن معظمهم ليسوا من الجماعة الصحفية النقابية!

وأعتقد أن معظم من يعملون فى الصحافة الآن من الشباب وخصوصا فى المواقع الاخبارية الإلكترونية من خريجى صفحات التواصل الاجتماعى وأن كل خبراتهم منشورات أقرب إلى الدردشة كانت على حساباتهم الشخصية على السوشيال ميديا.. ولم يتعلموا المهنة على أصولها.. وشخصيًا لست ضد عمل أى أحد فى مجال الصحافة حتى ولو كان غير نقابى، ولكن ضرورى أن يفرق كل من يريد أن يعمل فى الصحافة ويجعلها مهنته بين الممارسة الصحفية فى المؤسسات الصحفية سواء كانت ورقية أو إلكترونية وبين التهريج والهزار الأقرب إلى العبط والهطل الذى كان يمارسه على السوشيال ميديا قبل العمل فى الصحافة!

وحقيقة لا ألوم الكثير من هؤلاء الشباب الصغير فى السن الذين نراهم يطاردون نعوش الفنانين والمعزين سواء أمام المشرحة أو فى المقابر أو فى سرادق العزاء.. وهى صور غير مهنية ومهينة للمهنة قبل الجماعة الصحفية، ولكن ألوم المسئولين عنهم فى المواقع الإخبارية الالكترونية، والذين يستغلونهم قبل أن يعلموهم شيئًا من قواعد وأخلاق وشرف المهنة!

ما حدث مع (منة شلبي) يحدث يوميًا مع مواطنين عاديين غير معروفين، ومع ذلك لا يتم التشهير بأسمائهم وأوراقهم الشخصية من بطاقات أو جوازات سفر.. صحيح الفنانة شخصية عامة معروفة ومن الطبيعى أن يتابع الجمهور أخبارها وأحوالها ولكن ليس لدرجة انتهاك حقوقها كمواطنة عادية!

[email protected]