رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

هل يعقل أن تشتم «كوكب الشرق» عميد الأدب العربى؟ الأمر بكل المقاييس والمعايير غير مقبول، ومهما يكن من قيمة هذا أو ذاك.. فإن توجيه الشتائم لعميد الأدب العربى أمر لا يقبله أى إنسان على مستوى العالم العربى برمته.. فهو بكل المقاييس علامة بارزة وراسخة وشامخة فى تاريخ الثقافة العربية والمصرية.. هو رمز من رموز تلك الأمة والتى يجب احترامها وتوقيرها هل هى الغيرة.. فهى كوكب الشرق ومعروفة على مستوى العالم العربى، وكل مثقف يعرفها بشكل جيد..وهو قيمة وقامة له قدره واحترامه.. فكيف حدث ولماذا؟ وكيف تصرف طه حسين إزاء هذا الأمر غير المقبول؟ لكى نفهم القصة علينا أن نتابع. فى حديث الأستاذ محمد عبدالحليم عبدالله مع عميد الأدب العربى والمنشور فى مجلة القصة العدد الثانى فبراير 1964.. والحديث بينهما تطرق لعدد من الموضوعات فى الأدب والفكر وأزمته مع كتابه (الشعر الجاهلي).. وخلال ذلك الحديث يتذكر طه حسين شتيمة «كوكب الشرق» له. تذكر وصمت وقال.. تذكر أنه كلما ألم به مثل تلك المواقف فلا يجد إلا الهروب من المكان وليسافر إلى مكان بعيد ليكتب، فهو الحل الأمثل والأفضل والأجدى.. فعندما يجد مثل تلك المواقف يترك مصر ويذهب إلى باريس ليكتب، هو نوع من التنفيس وأيضا إخراج للإبداع الكامن داخله، وهو الباقى والمثمر للأجيال القادمة. فماذا يجدى أن يدخل فى مهاترات مع الآخرين، وهل لديه القدرة أن يكيل الشتائم لمثل هؤلاء؟ هو لا يتمكن من ذلك، لذلك نجده يترفع عن مثل تلك الأمور ويتفرغ لإبداعاته، مدركا أن كل تلك الشتائم مآلها إلى القمامة!

عن كتابه (الأيام) يقول طه حسين..لعل أخص خصائص كتاب (الأيام) أنه كتب للهرب من الحياة الواقعة. تصور أننى كتبته هربا من الحياة الواقعة. كنت حينئذ فى فرنسا. وكنت ضائقا أشد الضيق بالحياة العقلية فى مصر لأن أزمة كتاب (الشعر الجاهلي) المشهورة كانت قائمة على قدم وساق ودخلت أزمته إلى البرلمان وهدد عدلى بالاستقالة. كل هذا أصابنى بضيق شديد جعلنى أفزع إلى الماضى. فأخذت فى إملاء الجزء الأول من الكتاب وأنا فى الخارج، وانتهى العمل وانتهت إقامتى فى فرنسا وعدت إلى وطنى مصر. فوجدت شيئا هاما بانتظارى هو أننى محال إلى النيابة للتحقيق معى فى أمر كتاب (الشعر الجاهلى).

والسؤال ما الذى حدث هناك؟ وكيف سار التحقيق؟ وكم من الوقت استغرق هذا التحقيق؟ وكيف كان الحكم على عميد الأدب العربى؟ وكيف تأثر هو نفسيا بهذا الموقف العصيب؟ وسنعرف الكثير والكثير مما لاقاه عميد الأدب العربى، وكيف ثار الطلاب عليه فى كلية الآداب وهو عميد الكلية، ورغم ذلك ظل ثابتا ومواجها ومبدعا فى نفس الوقت..هذا الأمر كله قبل أن توجه له كوكب الشرق الشتائم..(وللحديث بقية).

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون