كاريزما
صار نجمًا فى عالم الشعر فى وقت قياسى؛ فقد نزل ساحة الشعر مسلحا برؤية جديدة ولغة صوفية كنا قد نسيناها منذ عهد الكبار الأوائل؛ وفلاسفة المعتزلة.. جاءنا أحمد الشهاوى منذ أول كتاباته كبيرًا متماسك الأركان وخلال أكثر من خمسة عشر ديوانا وعشرات المنتديات الثقافية والمهرجانات الدولية اخترق أحمد الشهاوى كل التحديات وتجاوز أكثر من معركة فكرية وسياسية وخرج منتصرًا فى كل مرة مؤكدًا بسالة موقفه وسلامة رؤياه.
فإذا اتفقنا على أن مصطلح التصوف هو الأقرب إلى روح وشخصية الشهاوى فإن الصراع النفسى الدائم رسم خريطة إبداع عقلانية ترمى احيانا إلى الإصلاح بمعناه الأشمل أو إلى التواصل الروحى والاجتماعى لأى شكل من أشكال الكتابة.. أتحدث الآن عن رواية الشهاوى التى صدرت منذ أسابيع عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان (حجاب الساحر) وهى الرواية الأولى له برغم أنها تدور فى نفس فلك إبداع الشهاوى ولكنه هنا مزج بذكاء شديد بين حقائق معروفة وشخصيات بعينها _ وبين خيال موغل فى أجواء أشبه بألف ليلة وليلة ــ حتى أنها تجعل القارئ لا يشعر أنها حقائق، ولكن قارئ أحمد الشهاوى ليس كأى قارئ؛ لأنه لابد أن يغوص فى كهوف وغوامض هذه الشخصيات التى تشكل الجانب النفسى ويصادف تحليل أسلوب الرواية صعوبات من نوع خاص؛ ناتجة عن سرعة تيار سيرورتى التحويل اللتين تخضع لهما أية ظاهرة لسانية وهما: سيرورة التكريس وسيرورة إعادة الإبهار.. لغة الشهاوى إذن ــ الروائية ــ ليست لغة واحدة منحدرة تكوينيا من خليط من اللغات بل هى نسق أدبى أصيل من اللغات التى تتواجد على نفس المستوى ــ على أن رواية الشهاوى أرى أنها امتداد طبيعى لدواوينه الشعرية، وكأنها ديوان جديد.
هذه الرواية تجعلنا نحث كاتبها على المزيد من الإبداع الروائى، وكان الشاعر الراحل عزيز أباظة يقول لمن سألوه: لماذا تكتب المسرح برغم مكانتك التى حققتها فى الشعر؟ وكان يقول لهم: كتاباتى قصيدة مستمرة فى كل الأشكال التى أكتبها!
Nader nashed 7777a gamail com