رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

صفحات من تاريخ الوطن (٣٠)

كلما تحدثنا عن الجهاز الإرهابى لجماعة الإخوان، قالوا: إنه وهم ومحض خيال، فإن أمسكنا بالدليل قالوا: إنه كان فى الأربعينيات فقط بهدف الحرب فى فلسطين.. وأنه أخطأ التصرف فى الأيام الأخيرة للإمام حسن البنا ومن ثم فقد تم حله.. ثم حاولوا بعد ذلك إيهامنا وإيهام الجميع بأنها فترة وانتهت وأن اختيار حسن الهضيبى وهو مستشار فى محكمة النقض مرشداً للجماعة كان بداية لعهد من الالتزام بالشرعية وإعلاناً لانتهاء عصر الإرهاب والأجهزة الإرهابية.

من حسن حظ مصر أن وقع خلاف حاد وطاحن بين قادة الجهاز السرى وبعضهم البعض، وتشيّع بعضهم للهضيبى والبعض الآخر تشيع ضده، وانتقل هذا الخلاف الطاحن إلى مرحلة التسجيل فأخذ كل منهم يكتب تاريخ الجماعة وتاريخ الجهاز بما يعزز وجهة نظره ويدحض الآخرين من الاخوان. وهكذا انكشف المستور، وأمكننا أن نمسك بتلابيب الجماعة وهى تمتلك جهازها السرى الارهابى تحت إدارة المستشار بمحكمة النقض حسن الهضيبى.

والآن... سأنقل كلمات الإخوان أنفسهم عن أنفسهم.

يقول المؤرخ المعتمد لجماعة الإخوان «محمود عبدالحليم» وأحد القادة البارزين للجماعة فى كتابه «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ – ج3–ص 189»: ورث المرشد العام الجديد يوم تولى المنصب التشكيلات الإخوانية التى تركها له سلفه الشهيد، سواء منها ما يتصل بالشئون الإدارية كمكتب الارشاد... الخ أو ما يتصل منها بالنظام الخاص».

ويمضى المؤرخ الإخوانى قائلاً: «وقدر أى المرشد العام الجديد أن يبقى كل شىء على ما هو عليه».

لكن عبدالناصر استطاع أن يستقطب إلى صفه عبدالرحمن السندى الارهابى الأول فى الجماعة ومسئول جهاز الإرهاب فيها، وكان السندى يرفض المرشد الجديد ويعتبره دخيلاً على الدعوة وكثرت اللقاءات بين عبدالناصر والسندى.

ويمضى المؤرخ الإخوانى معلقاً فى كتابه الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ – ج٣ - ص ١٩٨: « لقد كان رئيس هذا النظام يعتقد أن المرشد العام قد سلبه سلطة لا حدود لها ولا قيود عليها كان يستمتع بها.. ومن هذا المنطلق كان سلوكه الشائن المخرب.. وكان الإخوان – لا سيما فى القاهرة – يشعرون بهذا التحرك المشبوه الذى يتم بين جمال عبدالناصر وبين عناصر كثيرة من إخوان النظام الخاص.

... وهكذا وقعت الجماعة فى المأزق، فقد اخترق عبدالناصر عمق جهازها السرى وكشف أسراره وبذلك أفقد الجماعة قدرتها على ممارسة الإرهاب ضده.. ولكن فضيلة المستشار بمحكمة النقض لم يكن يتخيل جماعته بلا جهاز إرهابى فاتخذ قرارين: الأول يقره المؤرخ الإخوانى فيقول: «أنتقل إلى مرحلة أخرى مؤادها أن أشعره عبدالرحمن السندى بتيار مضاد من مجموعات من أخوان النظام الخاص «أى استقطاب إخوان الجهاز الإرهابى بعيداً عن السندى، واذا تم ذلك قرر فضيلة المستشار اتخاذ القرار الثانى وهو فصل السندى من رئاسة الجهاز السرى..

أى أن المستشار قرر الاحتفاظ بالجهاز الارهابى ولكن بعيداً عن مدى إختراق عبدالناصر له واختار السيد المرشد لهذه المهمة.. المهندس سيد فايز

ولكن ماذا حدث؟

لقد اعتادت الجماعة أن تغرر بخصومها وأن تتوجه ضدهم بالإرهاب، وآن لها أن تشرب من ذات الكأس.. ولنقرأ رواية المؤرخ الإخوانى.. التى تدين المرشد المستشار وتدين أسلوب الجماعة فى تصفية خلافاتها فى آن واحد.

يقول المؤرخ الإخوانى محمود عبدالحليم أيضاً فى كتابه: «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ – ج 3– ص 255»: كان السندى يعلم أن المهندس سيد فايز– وهو من كبار المسؤولين فى التنظيم الخاص من أشد الناقمين على تصرفاته، وأنه وضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام فى القاهرة على الأقل من سلطته، وأنه قطع فى ذلك شوطاً بعيداً باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة، وإقناعهم بذلك، فقرر أن يتخلص من سيد فايز».. وبالفعل تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله.. انتهز فرصة حلول ذكرى المولد النبوى الشريف وأرسل إليه هدية مغلفة عن طريق عملائه ولم يكن الأخ سيد فى ذلك الوقت موجوداً بالمنزل، فلما حضر وفتح العلبة انفجرت فيه وقتلته وقتلت معه شقيقاً له وجرحت بقية الأسرة وهدمت جانباً من جدار الحجرة، وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً أن هذه الجريمة الآثمة الغادرة كانت بتدبير رئيس الجهاز الخاص، وقد قامت مجموعة من كبار المسؤولين فى هذا التنظيم بتقصى الأمور فى شأن هذه الجريمة وأخذوا فى تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتى صدر منه اعتراف ضمنى.

والآن عزيزى القارئ

هل أيقنت أن الإخوان وقادتهم وأعضاءهم ذئاب فى الخفاء.. ونعام فى العلن.

وللحديث بقية

وأستمر فى حديثى عن الجماعة الإرهابية..

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع