رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يقول لقمان الحكيم (إن اللسان والقلب هما جزآن من الجسم يجمعان بين صفتى القبح والحسن).

سئل لقمان من أين استخلص هذا الكنز من الحكمة والفضيلة، فأجاب قائلًا: (لقد استوحيتها من الأشرار والفاسدين. عندما كنت أرى أعمالهم وأقارنهم بمن كان ضميرى يصورهم لى، وقد تعلمت ما كان يجب أن أتجنبه ويجب أن أفعله: إن الرجل الحكيم المتبصر بعواقب الأمور يعلم كيف يستخلص النفع من السموم ذاتها، بينما قواعد الحكمة مهما كان شأنها لا تجدى شيئاً للغبى عديم الإحساس).

وهناك مقولة تقول إن أسوأ الناس أو شرار الناس نحن فى حاجة إليهم لأننا نضرب بهم المثل السيئ.. إن ما هو سيئ يجب أن نلتفت إليه لأننا من خلال ذلك السلب نعرف الموجب.. ما هو سيئ يعطينا دلالة ووضوح لما يجب أن يكون.. أنت لا تعرف قيمة الضوء إلا عندما تشتد الظلمة والحلكة.

اللسان عضو يحمل الجانب السيئ والجيد فى آن واحد. ومن خلاله يأتى كل ما هو سيئ.. وعن طريقه تسمع كل ما هو جيد وجميل وعذب، وفى المثل يقولون: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هينته هانك.. ويقولون أيضاً الكلام الخارج من اللسان مثل الرصاص لا يمكن أن يعود.. إذن اللسان هو سبب شقاء الإنسان ومن الممكن أن يكون سبب سعادته.

والقلب أيضاً يمكن أن يكون مصدر كل حب وكل الحنان والرقة ومن الممكن أن يكون مصدر كل كراهية ودمار.. فمثلاً ما نراه من كل هؤلاء مفقودى القدرة على التفكير وما بهم من حقد وكراهية وإجادتهم لكل صور التدمير والتشويه ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن القلب ملىء بكل ما هو ردىء وسيئ.

وعندما تدقق فيما قاله لقمان الحكيم سنجد أن اللسان له آثاره ونتائجه فى الواقع ونراها بشكل مباشر.. أما القلب فهو داخل الذات لا نعلم عنه شيئاً.. لكن ما يمكن أن نلاحظه أن اللسان السيئ والسليط حينما يكون صاحبه يملك قلباً رديئاً لا يكن إلا كل سوء، وهذا يعنى أن اللسان السيئ يدل على صاحب قلب ردىء.. فاللسان يفضح ما فى القلب فى أحيان كثيرة.. وكأن لقمان أراد أن يجعلنا نعرف الباطن من الظاهر، فاللسان القبيح دليل على قبح القلب فى الداخل.. واللسان الجميل دليل على جمال القلب فى الداخل. ولكن ما أسوأ أن يكون اللسان جيد ولكن القلب قبيح، فهذا هو الشخص الردىء بكل معنى الرداءة، فهو يبهرك بمعسول الكلام، لكن قلبه قبيح إنه المنافق والأفاق والمخادع، وتلك النماذج أسوأ أنواع البشر، لأن الجميع غالباً ما ينخدعوا فيهم.

لأن الكلام مسموع ومباشر ولا يحتاج إلى وسيط.. فما يقوله اللسان يخرج لكل المحيط الخارجى.. فكلمة واحدة يمكن أن تسبب حرباً وكلمة واحدة يمكن أن تسبب فرحاً وطرباً وسعادة. وطوبى لمن كان لسانه تعبيراً صادقاً عما فى قلبه.. وبئس هؤلاء من يمطروك بلسان جميل وقلب ملىء بكل ما هو ردئ وسيئ وبغيض.. وهنا نتبين القبح من الجمال.

– أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون