رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

يوم الخميس الماضى حلت الذكرى التاسعة والأربعون لحرب العزيمة والخلود، حرب السادس من أكتوبر عام 73 التى قادها الزعيم الخالد الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام. ستظل الذكرى عنواناً للنصر المؤزر الذى حققته مصر وجيشها العظيم فى هذه الحرب التى ما زال صداها يتردد فى كافة أنحاء العالم. وشهد شاهد من أهلها، فلقد اعترفت إسرائيل بأن الهزيمة التى ألحقتها بها معركة السادس من أكتوبر كانت ساحقة، ففى كتاب: «زلزال أكتوبر حرب يوم عيد الغفران» للمعلق العسكرى الإسرائيلى «زئيف شيف» كتب يقول: هذه هى أول حرب للجيش الإسرائيلى التى يعالج فيها الأطباء جنوداً كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسى. هناك من نسوا أسماءهم، وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات. لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب فى المفاجأة التى صدمتهم فى حرب يوم عيد الغفران، وفى تحقيق نجاحات عسكرية. لقد أثبتت هذه الحرب أن على إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربى، فقد دفعت إسرائيل هذه المرة ثمناً باهظاً جداً. لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلى القمة. وبدلاً من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت على السطح أسئلة: هل نعيش على دمارنا إلى الأبد؟ هل هناك احتمال للصمود فى حروب أخرى؟.

إنه الرئيس محمد أنور السادات الذى أثبت بإنجازاته ويتصدرها حرب أكتوبر أنه من أهم الزعماء المصريين والعرب فى التاريخ. واستدعى هنا أقواله عن الحرب التى شرعها دفاعاً عن مصر والعروبة. ومنها: إننا لسنا دعاة إبادة كما تزعم إسرائيل، «خضنا حربا شريفة»، «لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا، وإنما حاربنا دفاعاً عن أرضنا واسترداد حقنا»، «نحن لا نشمت لأننا أقوياء، ولا يشمت إلا الضعيف»، «مصر قوية برجالها وبإيمانها وبأصالتها»، وقوله: «إننا حاربنا من أجل السلام، حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصف السلام وهو السلام القائم على العدل».

مع ذكرى الحرب الخالدة حرب السادس من أكتوبر 73 أتذكر خطاب الرئيس محمد أنور السادات فى أعقاب النصر الذى أحرزه عندما قال: «ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله».

ولقد شرفت بلقاء البطل المغوار وحالفنى الحظ ثلاث مرات كانت كلها مقابلات أجريتها وقتئذ لهيئة الإذاعة البريطانية التى كنت أعمل بها أثناء إقامتى فى لندن منذ عام 1970 وحتى عام 1978. حيث التقيت الرئيس السادات أول مرة فى عام 74 عقب حرب أكتوبر مباشرة، ثم التقيته بعد ذلك مرتين فى عام 1978. ويومها قال لى: إننا جزء من العالم، بل إننا بحضارتنا الإنسانية فى تاريخ العالم، وبنضالنا المستمر فى تحرره وتقدمه جزء مؤثر. جزء لا يعيش عالة على أحد، ولكنه جزء يعطى ويأخذ ويتفاعل، وأردف قائلاً: أذكرك بأننا شعب بسيط ومتواضع. ولكن تتفجر فينا كل الشراسة والعناد إذا ما حاولت دولة كبرى أن تمارس الضغط علينا. وللحديث بقية.