رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أُحب شهر أكتوبر إذ إنه شهر العودة للمدرسة والجامعة، فلا ينافسنى فى حبهما (إلا التى راحت بلا عودة).. وكانت أول مدرسة فتحت لى الباب هى كتاب الشيخ عبدالله التى ألحقتنى به أمى وعمرى ثلاث سنوات، وقد أحببت الشيخ الذى علمنى أول حرف فى القرآن الكريم، ودارت الأيام والسنوات كثيرًا حتى مرورى بالسيارة أمام شيخ ازهرى عرفته من أول نظرة، فتوقفت لتوصيله إلى اى مكان يطلبه ولم اكشف له عن شخصيتى واكتفيت بالاستماع إليه حتى وصوله لمقصده فوضع يده داخل العباءة وأخرج بعض القروش لدفعها فرددت عليه: (يا مولانا.. أنت شيخنا وتاج راسنا وأنا تلميذك فى الثلاثينات، وقد سعدت برؤياك، فأهلًا وسهلًا بك إلى آخر العمر).

وبعد كُتاب الشيخ عبدالله التحقت بمدرسة سعيد الابتدائية بالاسكندرية وأحببت السير مرسى أول مدرس للغة الانجليزية، ثم سمعت هتافات لطلاب الثانوية تطالب بالجلاء وسقوط الاستعمار البريطانى فخرجنا جميعاً من الفصل والمدرسة للانضمام إلى المتظاهرين ضد الاستعمار حتى وصلنا لتل كوم الدكة الذى تعلوه قلعة عسكرية للإنجليز ونحن نهتف بسقوط الاستعمار فأطلقوا علينا الرصاص وسقط طالب بالمدرسة الثانوية وكان أول ضحية للحرية التى تمكنت منى وقادتنى كل أيام حياتى الجامعية، حتى تخرجت فى كلية الحقوق واستدعانى الجيش فى العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ وحملت السلاح ضد العدوان الثلاثى البريطانى الفرنسى الإسرائيلى وكان النصر حليفنا والحمد لله، واستدعتنى الجامعة للعمل بها وحملتنى للسودان للتدريس فى فرع جامعة القاهرة بالخرطوم لينتقل حبى الكبير إلى الأحباب على ضفتى نهر النيل العظيم الذين استقبلونى وعروسى بالحفاوة وأنزلونى فى ڤيلا جميلة على نهر النيل وبادلونى حباً بحب وجعلونى أكثر إيماناً بشعار وحدة شعبى وادى النيل، وكنا فعلاً فى عهد وحدة القلوب فى القاهرة والخرطوم حيث كان زعيم الوحدة مصطفى النحاس فى الشمال وإسماعيل الازهرى فى الجنوب وتفاعلت وحدة الشعبين حتى وصلت للهتاف فى شوارع القاهرة والخرطوم ودواوين الحكم، إذ كان إسماعيل الأزهرى فى الخرطوم يستدعينا للتشاور فى القضايا الهامة بل وكان المستشار بابكر عوض الله رئيس القضاء السودانى يسعد كثيرًا بتناول فنجان الشاى معنا والاستماع لرأينا القانونى كما حدث فى قرار البرلمان السودانى بطرد النواب الشيوعيين من المجلس وصدر حكم المحكمة السودانية العليا وفق مشورتنا السياسية القانونية الدولية المعروفة عن تراث الثقافة العلمية العريقة لأساتذة الجامعات المصرية التى ستفتح ابوابها فى هذا الشهر المحبوب.. شهر اكتوبر ٢٠٢٢ الذى سنسعد كثيرًا وكثيرًا بالسفر إلى بلدتنا الحبيبة المنصورة الجميلة على ضفاف نهر النيل العظيم الذى حبانا ربنا سبحانه وتعالى بالسير فيه بالسفن من المنصورة عاصمة الدقهلية ثم إلى الخرطوم عاصمة السودان الحبيب، ويتردد فى الاجواء هتاف: يحيا الحب.. حب الأوطان بين شعبى وادى النيل مصر والسودان وحب الأوطان المحلية مثل الإسكندرية والمنصورة حبى الكبير الذى جاءت منه أمى المنصورية رحمها الله وزوجتى المنصورية رحمها الله وكانت دعواتهما معاً: (يا رب تنشأ جامعة فى المنصورة ويأتى إليها شافعى وعروسه).

واستجاب ربنا سبحانه وتعالى لدعاء الأمهات الطيبات وأتى إلينا فى الخرطوم الأستاذ الكبير الدكتور عبدالمنعم البدراوى أول رئيس لجامعة المنصورة عام ١٩٧٤ ودعانى للتدريس فى كلية الحقوق بها..فقلت له.. يا ألف مرحباً بوطن أمى وعروسى وأم أولادى الذى استعد للذهاب إليه فى شهر أكتوبر ٢٠٢٢ وما أحلى العودة لأحب الأوطان وفى شهر ربيع الأول شهر الورود والزهور والحب الكبير الذى تغنى به الشعراء وما زلت أتغنى به معهم وكل عام وحضراتكم بخير.