عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

لا ريب فى أن الإعلام فى عصرنا الحالى بحضوره المهم عبر تعدد وسائطه وتطور تقنيات آلياته باتت له حالة من التسيد المؤثر على الرأى والمزاج العام بقدر يتعاظم يوماً بعد يوم، وبمساحات انتشار تتزايد بأشكال تقليدية ومباشرة، وأخرى غير تقليدية غير مباشرة.. وصارت الرسائل الإعلامية جاهزة لاختراق آذان وعيون المتلقين بشراسة ولجاجة فى تنوع وتكرار لتفعيل عمليات الاقتحام لتنفذ إلى ذهن وعقل ووجدان ومشاعر الناس بالقوة الجبرية فى الكثير من الأحيان !!..

ويذكر أن هناك استثماراً إيجابياً للإعلام الدعائى فى خدمة البشر والإنسانية والسعى لإقامة السلام، فمنذ ما يزيد على 40 سنة، وعلى أرض قرية ترانج بانج الفيتنامية، وتحديداً يوم 8 يونيه 1972، كان العالم كله على موعد لمشاهدة صورة شهيرة لفتاة فيتنامية (كيم فان) وهى تركض عارية مسرعة مذعورة متألمة خائفة تصرخ من شدة الألم لاحتراق جسدها بنار النابالم الأمريكى، ثم قيل إن أيامها على قيد الحياة قد صارت معدودة، وتم إجراء 17 عملية جراحية للفتاة، ثم انتقلت وعائلتها للعيش فى كندا، وتمت دعوتها فى ذكرى حرب فيتنام عام 1996 للولايات المتحدة، لإلقاء كلمة بدأتها بقولها «نحن لا نستطيع أن نغير الماضى ولكننا نستطيع أن نعمل جميعاً من أجل مستقبل يعمه السلام». وقد كانت تلك الصورة لبدء حملة ضغط عالمية على الولايات المتحدة الأمريكية، ودعوة لانتهاء بداية للضغط العالمى على الولايات المتحدة لتطفئ نار حرب بشعة غير متكافئة استمرت على أرض فيتنام»..

ولكننا فى منطقتنا العربية، لا نجيد صياغة مثل تلك الرسائل المؤثرة، ولا نعلم سر الخلطة الحريفة لتسبيك تلك الرسائل، ومن ثم لتصديرها إلى كل الدنيا لتحقيق الغايات المنشودة..

فى شهر أبريل الماضى يكون قد مر 52 عاماً على مجزرة بحر البقر التى ارتكبتها إسرائيل فى حق أطفال محافظة الشرقية عام 1970، حيث قامت طائرات الفانتوم الأمريكية فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل بإطلاق خمس قنابل متتالية وصاروخين على مدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لتتناثر أشلاء الطلاب فى كل مكان وتكسوا دماؤهم صفحات «الكراريس» والكتب، ويموت 30 طفلاً لا ذنب لهم، ويصاب 50 آخرون ليكملوا حياتهم بأجساد تحمل من تلك الذكرى ما لا يمكن نسيانه... ويبقى السؤال: هل نجحنا فى تعريف وإعلام الدنيا بمدى وحشية وبشاعة المجرم الجانى؟!

وأيضاً، هل استثمرنا إعلامياً ما كتبه العظيم الراحل «صلاح جاهين» بمداد الحزن والغضب عقب الكارثة، كتب «الدرس انتهى لمُّوا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال.. فى قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى.. دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة.. راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار.. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس.. الدرس انتهى لمُّوا الكراريس».