رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يتابع الأخبار ربما يتذكر ذلك الخبر الذى نشر على الميديا.. فتاة عمرها 19 عاما من تونس، مغرمة ومدمنة وواقعة تحت سحر وسطوة الفيس بوك.. الفتاة من تونس.. أحبت شابا من مصر.. جميل ورائع بارك الله لهما.. ولأن سحر الميديا المعاصرة لا يقاوم فقد عاشت الأوهام بكل أبعادها. ولأننا فى البيئة العربية لم ننتبه لكارثة الميديا المعاصرة وانه من الضرورى تبصير الشباب فى التعليم من هذا الأمر. فالتعليم أصلا أصلا غير موجود، هو ديكور لا أكثر.. وهذه الفتاة حلمت وهامت وعاشت كل خيالات وهرطقات مرحلة المراهقة.. اعترفت لأمها بالموضوع، وقالت لها إنها تريد أن تسافر إلى مصر لكى تقابل فتى أحلامها.. اندهشت الأم مما تسمعه.. كيف لها أن تسافر إلى مصر من اجل هذا الشاب.. ما هذا المنطق؟ قالت لها.. هو غير قادر أن يأتى.. وأنا استطيع أن اذهب إليه.. رفضت الأم بشدة هذا الأمر أو هذا التهريج.. فماذا كانت النتيجة؟ لقد انتحرت الفتاة! لأنها لم تستطع أن تذهب لحبيبها.. ووقف الواقع اللعين أمام مشاعرها وأحاسيسها لذلك من الواجب أن تنتهى من الحياة... لذلك انتحرت.. ما الذى فعله الفيس بوك؟ انه الموت، انتحار والسبب ببساطة ان العقل فى حالة من التخدير أو تم تغييب العقل تماما عن إدراك أى حقيقة، هو الهوس بذلك الفيس وتصديق كل ما يرسله لنا.

إزاء هذا الأمر فإننا نتساءل ويجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال.. ترى ما قوة التأثير غير الطبيعية الموجودة فى هذه الميديا؟ وكيف يمكن حماية الأجيال الصاعدة من سموم تلك الميديا.. هذه الميديا تميت العقل تماما، تجعله لا يفكر ولا يحسن ولا يجيد عملية التفكير..وهذا الأمر فى منتهى الخطورة، نحن أمام أجيال مدمنة لتلك الآفة المعاصرة ألا وهى الميديا.. وعليه توقف عقله عن التفكير والتحليل والاستنتاج والانتقاد هو واقع تحت سطوة التلقى وهو مستسلم لذلك التلقى بكل صوره.. هو يعيش واقعا مزيفا ولا يتمكن من ان يفصل بين ما هو واقعى فى ارض الواقع وبين ما يقدم فى تلك الوسائل من زيف وأوهام. هنا ندرك مدى تأثير الواقع الافتراضى على الذهنية بشكل عام..انه يجعل الفرد فى حالة من الغيبوبة ويجعله يتصور أن هذا الواقع الافتراضى هو الواجب أن يكون، وأن يتحقق.. وأن الواقع المحسوس والملموس والمعاش هو العدو الأول لكل تلك العقول!!

إن الأجيال الصاعدة أو القادمة كلها تسير على نفس الوتيرة.. هوس التلقى وإدمان الميديا الفيس والنت والشات والتويتر.. الخ. كلنا أيضا قرانا حكاية الطالب فى لندن الذى دخل مجال اللعبة على الانترنت ومسابقة فحواها من يستطيع أن يكتم نفسه لأطول وقت ممكن.. ودخل تلك اللعبة على النت وكانت النتيجة أنه نقل إلى المستشفى ووضع تحت الأجهزة.. فقد مات المخ.. وأخيرا تم فصل الأجهزة ومات الطفل.. كل ذلك بسبب الميديا المعاصرة. فمتى ينتبه الجميع لذلك الأمر المدمر؟

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون