رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من فترة قصيرة تقريبا فى بداية هذا العام قرأت على مواقع الأخبار.. أنه عن طريق الفيس بوك تعرفت سيدة على أحد الرجال ودخلا معا فى علاقة حب. وكله على الفيس.. أوهمته أن مشكلتها تكمن فى ابن عمها وهو معها فى البيت ولابد من التخلص من هذا العائق. صدقها واتفقا ورسما الخطة.. ذهب إليها، وتحت وهم الحب سافر ودخل وقتل، ثم بمساعدة آخر تم التخلص من الجثة.. عندما قابلها وجدها غير التى عرفها من الفيس.. قالت له إنها أخت حبيبته وقد أرسلتها لأنه من الضرورى ألا تظهر.. اقتنع بما يقال ونفذ كل شىء وقتل. جريمة قتل والسبب هو تلك الأوهام التى نشأت فى داخله، تصور وتخيل وتوهم انه الحب.. وقتل.. واكتشف الأمر.. وكانت الزلزلة.. هى امرأة متزوجة، تريد التخلص من زوجها، تعرفت على ذلك الرجل المسالم. بكل بساطة يتم استدراجه لعملية قتل؟؟ هو أحب فلانة اللى على الفيس، هى وضعت صورة مغايرة لصورتها وما أيسر الآن أن تتم تلك الأمور.. هو عقله مغيب تماما، تصور ما يراها على الفيس هى حقيقية وهى من تحدثه وهى من دخل معها قصة الحب. عندما سافر إليها قابلها هى ولكن بشكلها الحقيقى وهى غير التى عرفها على الفيس.. هى جاهزة بالرد أنها أختها وأن حبيبته صعب أن تظهر الآن إلا بعد إنهاء الأمور حتى لا تنكشف الخطة.. صدقها.. اكتشف الكارثة، قاتل مع سبق الإصرار والترصد.. والنتيجة الإعدام.

ما الذى يفعله الفيس بوك؟ تغييب العقل.. دخل الرجل فى عالم الأوهام.. انه الحب.. وإنه يضحى من أجل هذا الحب، وكبر الأمر فى ذهنه.. خدع بصورتها المزيفة وخدع بكل ما تقوله وصدقها ولم يضع فى اعتباره للحظة واحدة أن كل ما يسمعه غير صحيح ولم يستخدم عقله، لقد تم تغييب ذهنه تماما.. وسار ونفذ كل شىء وعقله نائم أو تم تنويمه. هذه الحادثة تكشف لنا عن مدى الزيف والسخف والعته الذى يحدث على الفيس بوك.. رجل يعشق صورة غير حقيقية وتصور انه يحبها.. وركز فى ذهنه أن من يرى صورتها على الفيس هى التى سيراها عندما يذهب إليها..! فى عصر الصورة يتم التلاعب بالذهن ويتم إسكات العقل.. من خلال هذا الفيس بوك يتم تخدير العقل وتم تدبير كل الأمر.. فماذا يعنى ذلك؟ هل سحر الفيس بوك يصل إلى هذه الدرجة انه يجعل الشخص يوقف عقله عن التفكير وعدم القدرة على التحليل والفهم لكل ما يقال.. ويصدق مجرد صوت يصله ليعتقد أن من تتحدث إليه هى تلك الرائعة الفاتنة التى يرى صورتها.. وأن كل ما تقوله هو الحقيقة التى لا يأتيها الباطل؟ رجل يذهب من محافظة إلى أخرى ليقتل آخر مجهولا لا يعرف عنه أى شىء لمجرد أوهام فى ذهن ذلك الموهوم أنه يحل المشكلة لكى يفوز بتلك المرأة الخيالية غير الموجودة فى أرض الواقع وأنها على صفحة الفيس بوك! ما فعلته الميديا المعاصرة بكل تأكيد هو تغييب صوت العقل، أصبح الإنسان المعاصر يسلم نفسه طواعية لتلك الميديا التى تعمل على تخريبه وتدميره بشكل أو بآخر. (وللحديث بقية).

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون