عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نلتقى دوما على المقهى، أعلم أنه يعانى كثيرا، فى أغلب الأوقات أجده فى حالة من التشتت، حياته تسير بشكل عشوائى بشكل كبير، رغم أنه من الواجب أن يكون عكس ذلك تماما، لكن كل ذلك يعود لتركيبته النفسية التى فيما أظن أنها غير جيدة، أحاول أنا ومن يعرفه بكل السبل أن نجعله يفهم ويدرك لكى يعيد تنظيم حياته المبعثرة، لكن بلا جدوى، فتشعر بالأسى بل يعتريك الكثير من الإحباط والشفقة عليه، حكى لى، أسهب فى تفاصيل وكلام وكلام، أحاول أن أجمع بين كل تلك الثرثرة، ولأننى أدرك أن الأمر أصبح غير مفيد فإننى أسمع ولا أعلق إلا قليلا، فماذا يجدى بذل المجهود فى إصلاح الشيء الذى فقد كل مقومات الإصلاح! كنت أدرك هذا وأنا أسمع إليه، فى المرة الأخيرة شعرت بكم الإحباط والأسى عليه، كيف له وهو فى هذا العمر أن يكون تفكيره الذهنى بهذا الشكل غير المقبول، بل إن النتيجة الحتمية ستكون التدمير بلا جدال. ولا من محاولات تجعله يستيقظ من أوهامه وتخيلاته وقناعاته، قال لى إنه يحبها، ابتسمت، وقلت له: رائع وجميل متى حدث ذلك، قال لى من فترة قصيرة، لماذا لم تخبرنى بذلك؟ قال لا أدرى أحببت أن أنتظر، من هى؟، قال فتاة أعرفها من فترة قصيرة، تمام، كيف عرفت أنها تحبك؟ قال أنا بأحس لأنها تتواصل معى، قلت له تتواصل معك فين؟ قال على الميديا، الموبايل والواتس آب والماسنجر، جميل، ترى هل هذا كاف لأن يجعلك تصل لنتيجة أنك تحبها؟ وهى هل قالت لك إنها تحبك؟ قال هى لم تقل أى شيء! شعرت هنا بدمى يفور فى داخلى، ازاى تقرر انك بتحبها، يعنى انك بتحبها من طرف واحد، يعنى أنت بتحبها وهى لا تعرف، وأظن أنها لا تبادلك أدنى المشاعر، ازاى بس، لازم يوجد الحد الأدنى من المشاعر والمواقف والدلالات حتى تصل لحالة الحب، الأمر ليس بالسهل أن نقول إن فلانًا يحبنى أو فلانة بتحبنى، المسألة أكبر من ذلك بكثير، إلا إذا دخلنا إلى عالم التصورات والأوهام التى تتكون داخل الذات وهذا الأمر فى منتهى الألم، بل يصل إلى حد الكارثة؛ لأننا عندما نحب من طرف واحد نسمح لكل التخيلات والأوهام تكبر فى داخلنا، وتلك الأوهام مدمرة بل قد تدعو الشخص لأن يتصرف بشكل جنونى يؤدى إلى التدمير، سواء لنفسه أو للآخر.

قال لى: ما رأيك؟ قلت له رأيى فى إيه؟ بصراحة أنا أحب أن أصمت لأن كده ما ينفعش، ومستحيل يكون فيه حب من خلال الميديا، الحب علاقة حيوية بين طرفين لكن أن نتصور أو نتخيل فهذا متعب لك؛ لأنك ستبنى الكثير والكثير من الأحلام والتخيلات وربما تصطدم بالواقع، ويكون مؤلما، قلت له لماذا لم تطلب أن تقابلها ويكون الكلام بينك وبينها مباشرة؟ أنا فعلا طلبت منها هذا، وللأسف رفضت أن تقابلنى. اندهشت، ولما هى رفضت لماذا أنت تتصور هذا الحب؟ ولماذا لم تقطع أى اتصال بيها؟ قال بصراحة مش قادر، أنا بحبها، وأنا بأقول أحاول معاها وأصبر وأكيد هى توافق. شعرت بالمزيد من الضيق النفسى وتساءلت هل ما أسمعه دا صحيح، وهل من الممكن أن تكون هناك شخصيات بهذا الشكل؟ هل تفعل الميديا كل ذلك الجحيم؟ هل هذا معقول، يبدو أنه شعر أننى مستاء من الأمر، وجدته استاذن وذهب وتركنى أنا مع غابة من الأسئلة تلو الأسئلة دون إجابة، وتعجبت عندما يكون الذهن بهذه الحالة إذن أنت أمام كارثة بكل المقاييس. (هذه الواقعة من أرض الواقع).

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

 أكاديمية الفنون