رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

 

لم يكن يجرى بخلد مارى شيلى أن حلمها المخيف سوف يحمل رواية تؤسس لبداية وحش فرانكشتاين، بداية العرض تحتم أن نشير إلى أن الوحش لا يسمى فرانكشتاين، ولكن الدكتور الذى صنع الوحش يسمى فرانكشتاين، كذلك فإن الوحش ليس همجيا أو لا يفهم ولكنه ذكى جداً، هذا العرض يدفعنا إلى التساؤل الآن هل يستطيع الإنسان أن يصنع شيئا أعظم منه؟ يؤكد البعض ومنهم إيلون ماسك أن عام ٢٠٢٩ سيتمتع جهاز الكمبيوتر بذكاء يعادل الذكاء البشرى، بل واكبر بكثير عبر قيام بعض الدول المتقدمة على وضع المراحل التأسيسية لاستخدام الحوسبة الكمومية تلك القوة الكامنة الهائلة والمرتبطة بتطبيقات ثورية تجعل مشاريع الحوسبة الكمومية جزءا أساسيا من البحوث الخاصة بالدفاع والأبحاث التى تحيطها السرية، بفضل قدراتها الخارقة فى توظيف الخصائص الفيزيائية للجسيمات الفائقة الصغر، فبدلا من وحدة تصغير المعلومات (بت) وفق قيمتين ٠&١ فقط، تستخدم الحوسبة الكمومية قيما متعددة يمكن بها نظريًا القيام بعمليات حسابية متوازية تفوق كل ما عرفه الإنسان منذ فجر التاريخ حتى الآن. ففى عام ٢٠١٧ بدأت الصين فى بناء أول شبكة كمومية فى العالم باستخدام الأقمار الصناعية المتقدمة وسط مخاوف أمريكية من أن يحقق ذلك للصين ميزة تتفوق بها على العالم مجتمعا، بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية، المخاوف الأمريكية تكمن فى قدرة الصين مستقبلا على كسر التشفير وتعريض السجلات المصرفية والاتصالات الخاصة وكلمات المرور على كل كمبيوتر للتحكم، فضلا عن تكسير البلوك تشين باستخدام علم الخوارزميات والذكاء الاصطناعى، نؤكد أن السباق العالمى الآن على أشده بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على الجمع بين الذكاء الاصطناعى والحوسبة الكمومية لتجاوز حدود أجهزة الكمبيوتر التقليدية، وتحويل النموذج الخاص بالتعلم الآلى الآن الذى يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعى المفتوح على ١٧٥ مليار عامل متغير إلى نموذج يتعامل مع تريليونات من العوامل المتغيرة، بما يضمن تسريع العمليات بصورة خارقة بإستخدام طاقة ومساحة أقل. تعرضنا لهذا الموضوع فى هذا التوقيت بالذات يتزامن مع القمة الخماسية العربية الأسبوع الماضى فى مدينة العلمين الجديدة والدعوة إلى توحيد الصف العربى فى ظل المتغيرات الدولية المتسارعة، التى تحتم على الدول العربية الآن المسارعة بوجود تكتل اقتصادى عربى يضمن تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية بما يحقق الطموحات والنهضة العربية فى ظل عودة الفهم والإدراك السياسى والاستراتيجى بأن الخروج من خندق الانانيات الإقليمية الضيقة يستحيل على أى دولة عربية مواجهته منفردة، وأن التكامل العربى هو الخيار الوحيد لتأمين احتياجات الحاضر والاستعداد لأى مجهول مستقبلاً، الدول العربية خاصة مصر والإمارات والسعودية وقطر تمتلك من القدرات ما يجعلها قادرة على الدخول فى سباق الجمع بين الذكاء الاصطناعى والحوسبة الكمومية عبر أقمار صناعية متقدمة، وبما يضمن التعلم من الطريقة التى أساءت فيها الدول المتقدمة التعامل مع التقنيات الثورية الأخرى، وكذلك البقاء فى دائرة المنافسة العالمية، فالجمع بين الذكاء الإصطناعى والحوسبة الكمومية واحد من أهم التقنيات الحديثة فى المستقبل، وواحد من أهم التقنيات التى تضمن وجود اتصالات آمنة تماماً، بل وواحد من التقنيات التى تضمن إحداث قفزات هائلة فى التكنولوجيا الطبية عبر مستشعرات شديدة الحساسية نضمن بها مواجهة هذا العبث الصحى الذى يحاك بالعالم، بل ومعالجة مشاكل لم يكن بالإمكان حلها سابقا فى مجال الخدمات اللوجستية والأبحاث، بل بعض الملفات المستعصية كملف القضية الفلسطينية،  ١٢ تريليون دولار حجم الاستثمارات العربية فى الخارج تخصيص ١٪ فقط من هذا المبلغ فى بناء شبكة كمومية عربية يضمن بقاء الأمة العربية داخل السرب، وبعيدا عن دخولها فى براثن الثقوب السوداء القادرة على ابتلاع مقدرات وثروات أى دولة وتغيير مسارها التنموى.

--

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام