رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صديقى محامٍ كبير، له مكتب فخم ومعروف.. اتصل بى يطلبنى فى أمر ما.. ليأخذ رأيى.. ضحكت خير يا صديقى.. قال أنت لك قدرة على التفسير والتحليل عاوز استشيرك فى أمر تعرضت له وأحتاج رؤيتك.. خير قصة حب ولا إيه؟ قال لى حب إيه ونيلة إيه يا دكتور.. موقف هقولهولك لما تيجى.. شعرت أنه متضايق.. قلت له تمام سأمر عليك ونشرب فنجان قهوة.

ذهبت إليه وشربت القهوة.. لاحظت أنه متضايق أو كأنه فى حيرة، أو مخنوق.. قلت له تحت أمرك إيه الموضوع بس ياريت ما يكنش فيه جنس الحريم لأن الأمور بتبقى مملة ولا نأخذ فيها حل.. قال لى للأسف داخل فيها عنصر نسائى.. قال لى.. إنت عارف السكرتيرة اللى بره.. تمام.. قال لى هو موقف بسيط لكنه نفسياً تاعبنى وملخبطنى.. قال لى أنت عارف إن الأوراق القديمة أنا بأركنها فى الركن فى الحجرة الثانية.. قلت له أيوه، دا كوم كبير.. صحيح ليه مخليه لابد أنك تتخلص منه. قال لى.. أنا فعلاً بأتخلص منه بين الحين والآخر وأخليهم يقطعوه ويحطوه فى أكياس كبيرة لما ييجى عامل النظافة يأخذها.. بس ساعات أفرزه ربما أجد فيه ورق ممكن احتاجه ولا حاجة.. وأحياناً أخلى المساعدين يبحثوا عن دفاعات قدمتها فى قضايا لكى يتعلموا ويأخذوا خبرة.. لكن بشكل عام هو مالهوش لازمة عندى.. فين المشكلة يا صديقى؟ ما لاحظته أن (ع) أخذت بعض هذا الورق ودون أن تقول لى، وطبعاً عملت نفسى مش واخد بالى.. ومن ساعتها وأنا محتار.. ليه هى أخذت الورق؟ وليه لم تخبرنى وتقول لى.. كنت هقول لها خديه كله مفيش مشكلة.. البنت عندى من 10 شهور.. أنا بصراحة مش لاقى تفسير للموقف.. وهتعمل بالورق إيه؟ وليه ما كنتش واضحة معى؟ وليه بتستغلنى بالشكل دا؟ قلت له أنت عندك حق.. تصرف سخيف ليه كده؟ شوف ممكن إنك تتظاهر إن مفيش حاجة ولا كأن شىء حصل.. بس أنت هتفضل طول الوقت تسأل نفسك ليه؟ وهتبدأ تلاحظها بشكل شديد ودا مربك سواء ليك أو ليها.. يا إما خلاص تنهى شغلها عندك وتريح نفسك.. قال لى.. ماتنساش إنها معتمدة على وأنا بالنسبة لها سند وممكن تتعب وتتبهدل لغاية ما تجد شغل.. برضو فى جزء ذاتى ما أحبش إنها تتبهدل ونفسيتها تتعب. يبقى هنا المشكلة.. إما إنك تمسح الموضوع من دماغك وخاصة الأوراق لا لزوم لها. وإما يكون فيه رأى حاسم.. وإزاى أنا أتعامل معاها وكأنه شىء لم يحدث.. صحيح هى تعتقد أننى لم ألاحظ وأنا قاصد دا... كل اللى أقدر اقولهولك المشكلة الآن عندك أنت مش عندها. بتراعى ظروفها النفسية وتعتبر أنت سند ليها، هنا ينبغى عليك تعدى الموقف. ولو مش قادر يبقى تنهى عملها وترتاح.. مش هقدر أقولك أكثر من كده، وأنا مقدر ما أنت فيه.. الموقف سخيف للغاية وللأسف هى لم تضع هذا فى الاعتبار. أنا بالنسبة لى حدث لى هذا الموقف مع واحد صنايعى.. ورغم أنه ممتاز فى شغله، لكن قطعت معاه تماماً. رغم أنه لو طلب اللى خده كنت هأقوله خده مالهوش لازمة عندى. هى المشكلة بتبقى تركيب نفسى مش مضبوط. الموضوع مش بسيط عندما نتأمله، والسؤال كيف نتخطى مثل تلك المواقف ومتى يدرك هؤلاء أن هذا التصرف يهدم الكثير داخل الذات. على علماء النفس أن يدرسوا مثل تلك الأمور.

 

 

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون