رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قتلت «نيرة».. والذريعة التي لا يقبلها نصف عاقل.. تقول الحب! قتلت والجانى يحاكم أمام القضاة، وهناك من يريد بكل السبل إنقاذه!! أمر عجيب ومريب ومدهش.. هناك من يتصدى لكي يدافع عنه، وهناك من يجمع له الأموال، وهناك من يعرض الملايين من أجل إنقاذه من حبل المشنقة. وتنذهل لما ترى وتسمع.. ما هذا يا سادة ؟ إن ما يحدث هو دليل على أن الذهن لدينا يعانى من الخلل والعته، أمر ما غير طبيعي في الأمر.. ناهيك عن هؤلاء أعداء الوطن ولديهم ذهنية رديئة وعفنة، وللأسف كل الكتب التي يطالعونها تنظر إلى المرأة بتلك الرؤية الرديئة الوضيعة.

قتلت «نيرة» وما زالت دماؤها ساخنة لم تبرد بعد، ونفاجأ بمن يقتدى بالأمر لكي يفعل في أخرى نفس الشىء.. ففي المصري اليوم الأربعاء 6/7/2022 كتب محمد القماش: «سهيلة» تتلقى تهديدا لإجبارها على الزواج.. «هعمل فيكى زى نيرة».. والفتاة تستغيث بـ«الداخلية»: سحلني في الشارع وخايفة ارجع شغلي!! رسالة تهديد تلقتها سهيلة من شاب سحلها بالشارع، لرفضها الزواج من شقيقه، لتعيش الفتاة 19 عاما فى حالة من الرعب. «سهيلة» تركت عملها ومنزلها بعد رسالة التهديد، وتوجهت للإقامة عند إحدى صديقاتها، ليصبح خروجها إلى الشارع من الأمور المستحيلة، معبرة عن أزمتها: «خايفة اندبح وأنا خارجة».

وعندما يتصدى للدفاع عن القاتل أشخاص للدفاع عنه ومحاولة إنقاذه من جريمته الشنعاء.. ناهيك عن من يقوم بتجميع الملايين لإنقاذه من حبل المشنقة، كل ذلك يجعل كل واحد يفكر أن يكون مثل قاتل «نيرة».. ويصبح الترند ويصبح النجم في الميديا وتملأ صوره كل الميديا وينتشر عالميا.. إن ما يحدث هو قمة الانحطاط الفكري، وهو يكشف بكل بساطة ما نحن فيه من مأساة التعليم، فلو أن هناك ذرة تعليم جيد لما فكر مثل هؤلاء في تلك التصرفات.

إن ما يحدث ينبغي ألا ننظر إليه أنه مجرد حالات فردية.. آن الأوان أن نلتفت إلى بناء المجتمع.. هناك عوار كبير في هذا الجيل، ومثل هؤلاء نجدهم يدمنون المواد المخدرة إلى جانب ممارسة البلطجة بكل صورها، مثل هؤلاء يحملون الأسلحة سواء البيضاء أو الأسلحة الممتلئة بالذخيرة.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون