عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

 

فى حياة الدول التى تشرع فى تنفيذ خطط إعادة البناء بشكل عام، وبناء الإنسان بشكل خاص، تتوجه أنظار الناس والمجتمع بشغف نحو مواطنهم المثقف والرمز، وتشرئب الأعناق بأمل وطنى حالم لمن يثقون به من الرموز الثقافية الواعية، وهذه مسؤولية كبرى وفرصة عظيمة لمن يحسن توظيفها من المثقفين والمؤثرين، وأن يقف المثقف بلا حياد مع وطنه ومجتمعه فى كل مراحل تأسيس وإعادة البناء، فمساندته لتلك الجهود بوطنية وولاء يعنى ممارسته دورًا توعويًا يسهم فى توضيح حقيقة ملابسات تلك المرحلة، وما يمكن أن يترتب عليها وكيفية الاستعداد لها، ومواجهتها أو التأقلم معها لوجود بذور النجاح.

ولا يجدر بالمثقف أن يتخذ دورًا حياديًا فى مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، وبشكل خاص عندما يكون التحدى متمثلًا فى مواجهة من باتوا يستهدفون الوطن، ولا يعنى ذلك ذهابه إلى الانخراط العبيط فى الحملات الاستهلاكية الاستعراضية الذى يجهل مدبرها والداعى إليها بخطورة ضياع الوقت، وما تدعمه تلك الحملات من رسائل سلبية بشكل خطير ودون وعى لإذكاء روح الخلاف بين التيارات المختلفة، فضلًا عن التسبب فى زيادة الاحتقان المجتمعى والتأليب ضد فكرة التعدد والتنوع الفكرى المتفاعل فى قبول ورضا من الجميع، بل عليه أن يحمل مشعل التنوير ويحسن إدارة ذاته أولًا ليسهم فى إخراج المجتمع من عتمة نفق التغييب عن الحضور فى ضياء دنيا ونعيم من سبقونا للتحرر من أغلال التبلد والفكر الرجعى بوصايا حملت أختام القداسة الكاذبة، وهو أكثر وعيًا بالمرحلة التى يعيشها مواطنوه، وأكثر قدرة على تحويل التحديات السلبية إلى فرص..

ورغم أن المثقف الحقيقى يدرك أن اختياراته الأخلاقية خلال الأزمات قد تعرضه للأذى من مخالفيه الذين يجنحون للمواجهات غير النزيهة، لكنه الثمن الذى يدفعه المثقف وصاحب الدور التنويرى والإصلاحى فى أى مجتمع خلال رحلة النمو والتغيير، وعلى المثقف أن يتذكر رسالته الأسمى فى مجتمعه، ويكفيه شرفًا أن يقود عجلة الوعى التى إذا بدأت لن تتوقف بإذن الله عن الدوران..

أعتقد أن المثقف المبدع لديه رسالة، وعليه دور إنسانى وفكرى ومجتمعى، والمفروض أنه يمتلك رؤية تمكنه من الانخراط فى دعمه لمشاريع إبداعية لخدمة ناسه وأهله، مستشرفًا المستقبل، طامحًا إلى أن تعكس إنجازاته الإبداعية فى كشف حقيقة وشكل الواقع، ومشكلاته وأسبابها، ناظرًا إلى الأمام، مبشرًا بحلم الإنسان فى العدل والسعادة وامتلاك حقوق «المواطنة الكاملة»... وأرى أن عليه نبذ وتحقير من يدعمون شيوع الروح الانهزامية الكسولة، وحالة فقدان الثقة التى قد تعانى منها الجماهير فى مراحل التغيير والتطوير.