رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك مواقف أو أحداث أو لقطات لا ينبغى لها أن تمر دون توقف، حيث إنها تفسر وتشير إلى واقع ينبغى أن نقف أمامه بالتأمل والتفكير والتحليل. وعبر ذلك نكتشف كم الخلل المصاب به الذهن العام أو الرأى العام، وهو يدل على أننا فى مأساة حقيقية تحتاج إلى وقفة وموقف حاسم إذا أردنا أن نصحح الأوضاع الآسنة التى نعيشها. وأسوأ الأمور التى تدعو للانزعاج هو الخلل فى طريقة التفكير، فعندما يصبح التفكير والرأى العام المصرى منحصرا فى قطعة قماش أو زى معين، وكل تفكيره ينحصر فى ذلك الأمر، هنا تكون المأساة.

نقول ذلك بمناسبة تعليق الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى على حادث مقتل الشابة نيرة.. وفى هذا السياق، انتقد تداول صور للراحلة نيرة وهى مرتدية الحجاب (صور معدلة تقنيا عبر فوتوشوب) قائلا: البعض كأنهم بيعتذروا عن أنها مش محجبة، ازاى سور الجامعة يكون عليه صورتها وهى بالحجاب؟ هى ليست محجبة؟ وغياب الحجاب ليس عارا ولا يجب الاعتذار عنه أو مداراته.

وذكر أن واقعة تحجب نيرة عبر الفوتوشوب تؤكد أن العقل المصرى قدم استقالته، واصفا ذلك بـ(الإرهاب) مستكملا: الإرهاب الفكرى شديد الخطورة، والصورة المفبركة هى نتاج الهجمة الشرسة السلفية الوهابية المتغلغلة فى المجتمع المصرى، وهى مليئة بالجهل الحقيقى.

وأكد عيسى أن المسئولية ايضا تقع على كاهل كبير الوعاظ الذين حولوا الحجاب إلى ركن من أركان الإسلام. متابعا: هذه نظرة سوداء شهوانية مريضة للتعامل مع المرأة، مؤكدا أن من يتأثر بـ(شعر المرأة) هو محض شخص مريض لا عليه التمسح بالدين.

وتساءل: هل إذا توفى شاب فى نفس الظروف. هنستخدم الفوتوشوب ونركب له دقن؟ مؤكدا أن الدين لا به غطاء للرأس، وإذا تواجد ذلك فهو مختلف عليه، ولا يجب فرضه على ذكرى شابة.. فى إشارة إلى نيرة.

هى ملاحظة هامة من إبراهيم عيسى.. إن وضع صورة للقتيلة على جدران الجامعة وهى محجبة فيه درجة عالية من اللامعقولية، ولا يمكن لعاقل تقبل ذلك، بل يدعو إلى الضحك والسخرية.. والسؤال.. ألا يوجد شخص واحد يرفض مثل هذا الأمر؟ الإجابة طبعا الصمت والمعنى أن الذهنية المصرية تعانى بشكل واضح فى طريقة النظر للأمور.. والسبب فى ذلك انه تم تغييب الذهن المصرى على مدى أكثر من نصف قرن، لقد آن الأوان ان نواجه كل ذلك السخف وعلينا أن ننظر إلى ما تفعله الدول المتقدمة والتى ترسل الاقمار الصناعية والسفن الفضائية، لبحث إمكانية استزراع القمر وكيف يمكن استثمار ارض المريخ.. ونحن نتجادل فى قطعة قماش توضع أو لا توضع.. فريضة ام ليست فريضة.. ثم هل تدخل قطعة القماش الجنة ام النار.. وهناك من يدلى ويدلى من حاملى توكيل الجنة والنار.. وعلاقة الحجاب بالجريمة.. سخافات مجسدة نضيع فيها الوقت وتكون النتيجة أننا نصبح فى النهاية امة تضحك وتسخر منها سائر الأمم، والسبب اننا ابتلينا برؤوس فاقدة للقدرة على التفكير والإدراك السليم. ونضيع الوقت فيما لا يفيد.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون