رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مواصلة للحديث السابق لنتأمل السخف والجنان.. فالشيخ (عطعوط) وله فيديو يمكن أن يعود له الجميع، ذلك الشيخ يقول إن الحمل يمكن أن يمكث أربع سنوات داخل الرحم.. ويقول له المذيع هل يعقل ذلك؟ يقول له نعم لأنه عن ابن فلان وعن ابن علان وعن ابن الطلسمى.. وعن وعن أنه قال.. فلو قالت لك بعد غياب أربع سنين أن ذلك ابنك فعليك أن تصدقها.. فهل هناك جنان أكثر من ذلك.. وبالتالى هو عدم إيمان بالعلم ولا بأى شىء..المهم ما يقوله الشيخ عطعوط. مثل هؤلاء عملوا على ضياع عقلية المجتمع بكل ما يقولونه من عته لا يمكن لعقل سوى أن يقبله. والنصاب مؤكد أن لديه ذكاء فى كيفية استخدام كل الأدوات من أجل تحقيق أهدافه. فنجد المستريح يأتى بأحد الشيوخ المعروفين والمبجلين لكى يحيى ليلة ويطلب منه الدعاء وأن يسأل الله أن يوفقه لخدمة أهل بلده وكل المتعاملين معه.. ويقيم مائدة كبيرة يدعو إليها كل البلدة.. والشيخ (عطعوط) يقول لهم إن كل ذلك من بركات الله وخيراته ومن رضا الله على (المستريح الفنكوشى).
ويزداد صيت المستريح فى كل مكان لأنه أتى بالمشايخ وهم بأنفسهم شجعوا الناس على أن يتعاملوا مع هذا المستريح فهو مسنود من بركات الله ومن دعاء الصالحين ومن المشايخ على كل مستوياتهم.. فهم بمثابة أبواق دعاية له.. وكل يوم يزداد الضحايا وتزداد المآسى.. ليكتشف الجميع الفنكوش العجيب.. ويبحثون عن المستريح ليجدوا أنه طار.. ويبحثون عن الشيخ عطعوط ليسألوه فلا يعثرون عليه لقد سافر طبعاً بعد ما أخذ نصيبه من نشر الوهم للجميع. إذن ما سر استفحال ظاهرة المستريح فى مصر؟ إذا كنا جادين ونريد أن نعالج فالإجابة هى هذا الهوس المسيطر على الجميع، إنه التفكير والوهم والخداع الدينى الذى يطغى على العقول.
ولا توجد أدنى قناعة بوقف هذا التهريج، وتلك المؤسسة التى تتغلغل مثل السرطان فى داخل المجتمع، بل تهيمن على كل شىء فى حياة الناس.. أيضاً التعليم الرسمى فى حالة من الانهيار التى لا يغفلها أحد.. تعليم تلقينى لا يحرك الذهن ويعتمد على ما يوضع على الورق والحصول على الورقة أو الشهادة وهذا السوء يسرى فى التعليم بشكل عام من المرحلة قبل الجامعى إلى التعليم الجامعى. بل وصل الانهيار لتلك الشهادات الممنوحة ماجستير ودكتوراه.. كلها مجرد نقل وكلام معاد ولا شىء على الإطلاق.
إذن ظاهرة المستريح هى عنوان حقيقى وسمة توضح لنا الحقيقة الغائبة أو التى لا نريد أن نعترف بها.. الذهن المصرى فى حالة من الانهيار.. لقد تكاتفت كل القوى بكل أشكالها فى تدمير ذلك الذهن.. والأمر ملقى على عاتق الدولة أن تعيد تشكيل وبناء الذهنية المصرية المعاصرة.. أن نعيد النظر إلى كيفية مواجهة كل ذلك السوء.. ولا بد أن نعى أن ظاهرة المستريح جزء من الإرهاب لأنه يدمر المجتمع ويدخلك فى دوامة لا تنتهى من الحلقات المفرغة.. ظاهرة المستريح إنذار لنا جميعاً. فهل هناك من ينظر ويحلل ويقرر أنه آن الأوان لعلاج ذلك الخلل؟ أم أننا ننظر ونشجب وننادى، ثم كل شىء مصيره النسيان ويبقى الحال على ما هو.. وغداً سوف نسمع بمستريح وآلاف المستريحين فى كل مكان..طالما أننا لم نعِد بناء الذهن المصرى بشكل جيد.

--

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون