رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السؤال الذى يتبادر على الذهن..ترى ما هى الأدوات الفعالة والناجعة التى يستخدمها المستريح أو النصاب أو من يدعى توظيف الأموال وهى فى الحقيقة نهب الأموال؟..هل لهذه الدرجة يتم تغييب الوعى والعقل عند كل هؤلاء وعند كل هذه الآلاف المؤلفة؟ مؤكد السلاح أو الأداة المستخدمة ساحرة فاعلة نافذة قوية بحيث توقف أى تفكير عقلى متيقظ، تلك الأداة الساحرة تتلخص فى كلمة واحدة (التخدير الديني).. وإذا كان ماركس يقول (إن الدين هو أفيون الشعوب ) فهو محق فى ذلك تماما.. فهو المخدر القادر أن يحقق للجميع أحلامهم حتى ولو بالخداع والوهم.

وعندما تستخدم الدين سواء بالكلمات أو بالشعارات أو بالرموز والملابس والأفعال والبخور.. كلها أدوات يتم استخدامها باسم الدين هناك من يجيد تخدير الذهن وتغييب العقل ويتم السيطرة عليهم وجعلهم تحت سيطرتهم.. فيكفر بكل شىء إلا هذا الكلام وهذا الشيخ وتلك التصرفات الصادرة من ذلك الرجل المبروك..والذى له علاقة بالأسياد والأتباع والجان، بل وله كرامات، فالكل يؤمن بكل ذلك.. والنصاب الجيد أو الممتاز أو العملاق وكل تلك الألفاظ تتحقق من خلال طريقته فى استخدام (الدين) بشكل فعال ومبهر ويحقق نتائج تجعل الجميع فى درجة من الذهول والانبهار، وقدرته أن يستخدم أدواته بحيث يجعل العقل يتوقف عن السؤال أو يحاول أن يفكر.

قدرة النصاب الممتاز فى استخدامه لوسيلة الدين بأن يجعل الجميع فى حالة من التخدير والاستسلام بحيث يمتنع كل ما هو عقلى ويتألق فى آفاقه كل ما هو دينى وكل بركات السماء وكل خيرات الله وكل العطايا المتدفقة من بركات إيمانه بما يقوله النصاب والمستريح.. إنه الذكاء الذى يجعله يستغل هبل وعبط وسذاجة القطيع وحتى ولو معهم شهادات عليا أو غير عليا.. فهناك من يحمل شهادة الدكتوراه ورغم ذلك يقع فريسة سهلة لهذا النصاب.. والسبب أن هذا الشخص معه ورقة وليس شهادة.. وتلك مشكلة أخرى توضح لنا مدى انهيار التعليم فى مصر بشكل لا يتصوره أحد.

ونتأمل ما كان يقوله مستريح أسوان (اللى انتم متعرفهوش أنا بتاجر مع ربنا..وأنا ابن السيدة زينب ومديانى تصريح اشتغل الحكاية دى لسنتين ولكل الناس وللصعيد كله ولمصر كلها فى حد يكون ماشى مع ربنا يضر. آخر كلمات مصطفى بنك مستريح أسوان).

فكيف لتلك الجموع صدقت هذا العته الذهنى؟ إنه الوهم الذهنى المستشرى فى العقل المصرى والذى يتم تغذيته كل لحظة بحيث يقضى على كل تفكير عقلى منطقى عملى ويسود ذلك التفكير الغيبى الوهمى والاستسلامى والخداعى. ناهيك عن سيلان لعاب الطمع والجشع وتحقيق الثراء السريع بلا مجهود.

إن ظهور مثل هؤلاء وقدرتهم على الاستحواذ على العقول يجعلنا نسأل مجرد سؤال..هل يعقل ما نراه؟ ولماذا لم يتعلم الجميع من المواقف السابقة..ففكرة توظيف الأموال فكرة قديمة وكم من بيوت تم تخريبها بسبب شركات توظيف الأموال..كانت لها مآسٍ.. السبب ببساطة هو انهيار التعليم.. أنت تقوم بعملية تلقين.. لا يوجد تعليم فى مصر..أين التفكير النقدى؟ أين التفكير الإبداعى؟ أين منهج تحليل المحتوى؟ ناهيك أنك دائما تشجن العقول أنه طالما ذكر أى أمر دينى فلا تفكر فيه بعقلك ولكن سلم به واتبعه..وللحديث بقية.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون