عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المستريح ظاهرة وجريمة نصب علنية وكارثية، حدثت فى محافظات أسوان وسوهاج وقنا وأسيوط.. من هذا العبقرى الذى تمكن من هذا الأمر؟ سائق توك توك.. الكل يعلم ويعرف ويرى، ذاع صيته فى قريته والقرى المجاورة له بأنه يوظف الأموال.

قصة قديمة معروفة، ومعروف النتائج الوخيمة التى عانينا منها، وضياع الفلوس وموت الناس نتيجة هؤلاء النصابين.. والأمر الغريب والواضح والمعلن للجميع أن هذا المستريح من أصحاب السوابق وخارج من السجن يعنى واحد معروف لا هو رجل أعمال ولا ليه أملاك ولا حتى من عيلة معروفة وليها صيتها.. ورغم ذلك تمكن هذا الإنسان أن يبلف كل الناس ويخدرهم ويقنعهم أنه قادر على تشعيل أموالهم، وبدأ بالمواشى واتفق معاهم على ما يسمى (الوعدة) كل جنيه يرجع 2.50 بعد مضى 15 يوما. وليه البهايم أو المواشي؟ لأنها عينية يستطيع الاستحواذ عليها فورا.. والبهايم جابت الفلوس العينية.. وبهايم ورا بهايم..هل هذا يعقل؟!

وبديهى أنه فى البداية يلتزم بما قال ويسدد هذا من فلوس ذلك ويلبس طاقية دا لدا وهكذا.. (ورزق الهبل على المجانين) زى ما بيقول المثل.. وكما يقال أن المتهم انتظم فى البداية فى توزيع الأرباح وخصص صفحة باسمه على الفيس بوك، ونشر عليها أسماء المندوبين والتابعين له وأرقام هواتفهم وكيفية التواصل معهم، كما بدأ فى شراء مساحات من الأراضى وتخصيصها لتربية الماشية وبيعها. وقال البعض إنه بدأ فى التعثر من منتصف إبريل، فأخذ القلق يساور المودعين الذين تجمعوا أمام منزله ومزارعه لمطالبته بصرف أرباحهم الشهرية بعد أن تأخرت لأكثر من شهرين.

فى حين أشاروا إلى أن المتهم، ولكى يطمئنهم بث فيديو على صفحته ظهر فيه بجانب كمية كبيرة من النقود، معلنا أنها فى طريقها لهم، ثم ظهرت الكارثة، وهى اختفاء المتهم وعدم العثور عليه. وتجمهر المودعون مرة أخرى.. ليتفاجأوا بهروبه.. وعلى الفور قررت الأجهزة الأمنية البحث عنه ومطاردته فى جبال ادفو والتى يعتقد أنه هرب إليها.. وخلال عودة إحدى المركبات انفجر إطارها وانقلبت عدة مرات ولقى كل من فيها مصيرهم منهم 2 برتبة لواء و2 مجندين. فهل هناك مهزلة أكثر من ذلك؟

أربع شهداء من أجل ماذا؟ شوية كائنات نزع منهم العقل، لأن مسيطر على ذهنهم المريض أن إعطاء الفلوس للبنك وأخذ فوائد دا حرام وربا ودا ضد الدين.. لكن إعطاء الفلوس لنصاب واختفاءه يبقى حلال لأن فهموهم أنه بيتاجر والتجارة حلال.. إن الأمر يجب ألا يمر هكذا.. لابد أن نحاول الإجابة عن السؤال.. كيف لهذا الشخص بهذه المواصفات تمكن من أن يتسلل وأن يترسخ فى ذهن كل ذلك الجمع انه سيعطيهم كل تلك الأرباح.. وكيف أقنعهم أن يعطوه كل تلك الأموال دون أدنى تفكير ولا تحليل للموقف؟

إن هذا المجتمع من المؤكد أنه يعانى من خلل فى البنية الذهنية.. والسؤال لماذا لا تكون هناك مواجهة حقيقية لمثل تلك الحوادث؟ هل تلك الحالة هى الأولى بالطبع لا.. فظاهرة المستريح تملأ القطر المصرى وكل فترة نجد مستريح جديدا وأموالا تضيع ويتم سجن النصاب وتموت الحالة ليظهر من جديد مستريح جديد وهكذا. هذا المستريح جعل البهايم تجر بهايم وبعدين نلطم.. أمر عجيب.. وعلى رأى المثل (طمعنجى إتلم على فلسنجي).. بصراحة يجب عمل دراسة تحليلية من كل التخصصات، كيف لواحد خريج سجون وسائق توكتوك يسيطر على كل هؤلاء.. الأمر عجيب.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون