رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صفحات من تاريخ الوطن (١٤)

الطواشى: هو الخصى، ففى اللغة طوش فلاناً، أى خصاه، أما فى التاريخ، فالطواشى هو الخصى الذى يعمل فى خدمة حريم السلاطين والملوك، بعد انتزاع أعضائهم الذكورية، وقد تمتع هؤلاء الاشخاص ببنية نفسية معقدة، ما بين الإخلاص الشديد لأسيادهم حتى التفانى، والدونية وصغر النفس، والحقد على الآخرين والرغبة فى إذلالهم والبطش بهم إذا حانت لهم الفرصة.

والحق أن معتز مطر وأمثاله، هم طواشية هذا الزمن الأغبر، فقد باعوا أنفسهم للإخوان الإرهابيين، فجردوا أنفسهم من شرف الكلمة وقيمة الإخلاص وسمو الوطنية، وارتضوا أن يتفانوا فى خدمة شيطان الخراب والدمار، وأصبح من سماتهم الحقد على كل شريف، وتحولت الرغبة فى رؤية سقوط الدولة المصرية إلى الهاجس المسيطر عليهم، ليس فقط ليثبتوا لأسيادهم أنهم يستحقون الثمن المدفوع فيهم، ولكن الأهم هو إرضاء حالة الشذوذ الإنسانى التى أصبحت جزءاً أساسياً من تكوين هؤلاء الطواشية.

فبالعودة لهذا المعتز، نجده من خلال الغثاء الذى يقدمه يعزف على نغمة التشكيك الهدام الذى يرغب فى أن يرسلها إلى روح وعقل المصريين، ليس فقط من أجل نشر روح الإحباط واليائس بينهم، وإنما الأخطر من ذلك هو زرع فكرة الخصومة وفقدان الثقة بين الشعب وقيادته السياسية، الممثلة فى الرئيس السيسى، وذلك لأنه يعلم أن هذه العلاقة تمثل إحدى أبرز الدعامات الرئيسية فى إخفاق مشروع الإخوان وأسيادهم الهمجى.

فبالعودة إلى عام 2012 وتولى آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزارة الدفاع، سنجد كيف أصبح الرجل محط آمال المصريين فى الدفع بعجلة الاستقرار والإصلاح السياسى، وذلك بفضل ما أظهره من إخلاص وشجاعة وحكمة، وقد ترسخت حالة التناغم الإنسانى والوطنى بين السيسى والمصريين عندما انحاز بشكل واضح وقوى لصالح شعبه ضد حكم الإخوان الفاشى خلال ثورة 30 يونيو، وما قام به هو والجيش بعد ذلك من حماية للوطن من إرهاب أبناء حسن البنا، ما جعل المصريون يسعون إلى أن يطور الرجل دوره الوطنى ويضغطون عليه من أجل أن يتحمل دوره التاريخى.

وقد كان هذا عندما تمكنوا من انتخابه رئيس للدولة عام 2014، ومنذ ذلك الوقت وأصبحت العلاقة بين الرئيس وشعبه تسير نحو التفاعل والتلاحم الكاملين، ما عزز هذا قوة الدولة المصرية وشرعية الحكم وثقة المصريين فى أنفسهم، وفى نفس الوقت كان هذا الأمر هو أقوى سلاح لتحطيم مشروع الإخوان وأسيادهم، وقد فهم هؤلاء هذا فوضعوا نصب عيونهم ضرورة تحطيم هذه العلاقة، حتى يتسنى لهم إسقاط الدولة المصرية.

ولذلك فقد أعطوا الأوامر لطواشيتهم فى الإعلام، بتحقيق هذا الأمر، وقد كان الطواشى معتز مطر، من أكثرهم تفانياً فى عملية استهداف العلاقة بين الرئيس وشعبه، فنجده دائماً يسعى لتلفيق الأخبار بشأن الرئيس وأسرته، والسعى لمحاولة تصويرهم كأسرة تعيش فى رفاهية وبحبوحة وسعة، لا تتناسب مع أوضاع معظم الأسر المصرية، بالإضافة إلى اقتطاع بعض الفقرات من حوارات الرئيس، بهدف التشكيك فى رؤية الدولة الاقتصادية، وفى السياسة التى تنتهجها نحو تحقيق التنمية، وكذلك السخرية من الاهتمام بمشاريع البنية التحتية والاهتمام بالطرق والمرافق.. الخ، وقد استغلوا كل ذلك فى دعوات مستمرة ومملة للخروج فى مظاهرات شعبية تستهدف إسقاط النظام!!.

ولكن كالعادة لم يفهم هذا الطواشى وأسياده، أن المصريين، لا يبنون علاقتهم مع الرئيس من خلال أحاديث الإعلام لا معه ولا ضده، وإنما من خلال متابعة مستمرة لحركته فى البناء، ولمردود هذه الحركة عليهم، يقيسون هذه العلاقة من خلال أسئلة مثل: الكوبرى الذى تم بناؤه اختصر لى كام دقيقة من يومى وكم وفر لى من النقود؟، هذا المشروع وفر كم شقة لأبنائى وأبناء عيلتى وجيرانى وأمثالهم؟، هذا المشروع الغذائى خفض لى الأسعار بمقدار كم؟

وهكذا كانت نتيجة هذه الاسئلة هى الفشل المستمر لكافة دعوات الإخوان للتظاهر ضد الدولة المصرية، وضد أية حركات تخريب، وذلك لأن المصريين يعلمون أن من يجلس اليوم على قمة هرم النظام، هو رجل يواصل الليل بالنهار من أجل التنمية، ويعلمون أن السكة طويلة وأن الأعباء ثقلة، وهو قد أعلن ذلك منذ يومه الأول وهم اقتنعوا بذلك، ولذلك يتحملون آلام الرحلة لأنهم يثقون بأن من يقودهم يشاركهم فيها، وهدفهم جميعاً تحقيق الرخاء لوطن عظيم، ولذلك فلن تسقط دولة كمصر شعبها، يفهم ويقدر، ورئيسها كعبدالفتاح السيسى، يعمل بجد وإخلاص وتفانٍ.

وللحديث بقية.

 

عضو مجلس الشيوخ

عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع