رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

 

لا وجود لمصر إلا بـ(نهر النيل).. ألم يقل هيرودوت: مصر هبة النيل! وهنا نقف عند رواية (ضجيج الضفادع) للروائى الكبير: السيد نجم.. وهى صادرة عن دار (ليفانت) بالإسكندرية.. وخلال النص الروائى نجد: المهندس (عبدالوارث المصرى)، يقول.. أظن أننى ما خلقت فى هذه الدنيا إلا لأن أكون على مقربة من نهر النيل، هو همى كله فى أثناء فترة عملى بمصلحة الرى، وأصبح رافعاً همتى كلما شعرت بوحدتى.

وعن طريق المهندس عبدالوارث المصرى تدخل التاريخ، وبحكى جميل بسيط وجذاب لنعرف ما فعله محمد على للحفاظ على النيل.. عبر الصفحات يحتويك التاريخ، وتعرف دون أن ترهقك الأرقام ولا التعقيدات أو الجفاف أو السأم الذى يمكن أن يستولى عليك خلال قراءتك لكتب التاريخ والأحداث الزمنية.. عبر الرواية تتمكن من معرفة الكثير والكثير من المعلومات بشكل هادئ وجميل.. وتلك الكتابة رائعة نتمنى أن يتم تسويقها لتستوعب التاريخ والأحداث بمثل تلك الطريقة الجذابة.. ومن خلالها نضمن للأجيال حفظ تاريخ نبض حياتهم لكى يلتصق بهم هذا النيل، فهو الشريان للقلب الإنسانى وللحياة الإنسانية فى مصر.. هذا هو الهام والهم الأكبر للمهندس عبدالوارث المصرى.. أن تعرف وتفهم وتتعلق بتاريخ الوطن، وأهم ما فى هذا الوطن الشريان الأول للحياة.. نهر النيل.. وكل الأحداث كبرت أو صغرت هى (من... وإلى) النيل.. يسرد (عبدالوارث المصري).. «أما قناطر أسيوط، فهى تصميم المهندس البريطانى السير ويليام (ويل كوكس) الذى صمم سد أسوان أيضاً.. فقد تم تشييدها لتحويل مياه النهر إلى المياه المنخفضة فى أكبر قناة للرى فى مصر: ترعة الإبراهيمية، وقد تحولت آلاف الأفدنة إلى الرى الدائم بفضلها، ثم قل بسبب رعايتى لها، فتلك القناطر ليست صخوراً مرصوصة، بل هى كائن حى فى حاجة إلى عناية ورعاية».

وشاء ربنا أن عشت وتربيت وكبرت فى بيت رجل ممن يرعون نهر النيل، ومنه تعلمت الكثير، من آراء «سى عبده» عن المسئولين فى الوزارة، وهم أصحاب القرار الأخير فى عمله، فهمت أنهم خلطة بين مسئول جاهل، ومسئول غبى، ومسئول منافق، ومسئول فاسد! استفسر فى دهشة: «لماذا؟»، دون تردد يتابع: «جميعهم لم يقفوا فى مواجهة من جعلوا حياة النيل مهددة بالخراب.. حلت المبانى محل الأراضى الزراعية على ضفتى النهر.. والمصيبة ما سمعته فى التليفزيون عن أسباب انتشار الأمراض بسبب زبالة المصانع الملقاة فى مياهه، يا خسارة لم تعد مياه النيل تصلح لشرب بقرة فى يوم حار، ولا تصلح للوضوء!».  

يظن عبدالوارث أن أولاده انشغلوا بأنفسهم وأحوالهم، ولم ينتبهوا لنهر النيل، وبسبب تلك الخصلة جبلوا على التمرد وقلة الأصل، وأهملوا أباهم نفسه!

عندما تفقد علاقتك الحقيقية بالنيل.. تفقد العلاقة الحقة بينك وبين أبيك الذى أنجبك.. وعندما نفقد صلتنا بأبينا جميعاً وهو النيل ولا نوليه أدنى اهتمام أو احترام فإن كل شىء بعد ذلك مباح. جميل ما يكتبه السيد نجم.. له التحية والتقدير.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون