رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرواية تسرد كل أحداث ثورة سوريا.. والأديب الحقيقى هو القادر على أن يجعلك ترى وتعيش كل لحظات الحدث الذى يحكى عنه خلال عمله الروائى.. وهذا ما نجح فيه الروائى القدير أدهم القاق.. من خلال النص هو يرصد جزئيات هامة تجعلك تعيد تقييم وتقدير الكثير من المواقف.. وهذا هو الدور الفاعل من الروائى والمثقف الحقيقي، هو أن يجعل المتلقى ينظر إلى الأحداث لكى يستنبط ويستنتج ويتمكن من أن يبلور رؤية دقيقة، ربما غابت عنه فى خضم أحداث الواقع.

والرواية تشرح الأحداث بحيث تجعلك تقف لترى ما يحدث.. أنت لا تعرف إلا ما هو ظاهر.. أنت لا تعرف المحتفى ولا الأبطال المجهولين.. انه الوجه الردىء الذى لا يظهر لك. فكم من الشباب دفعوا الثمن فادحا وهناك أتباع النظام وهم لا يحتملون ولا يقتنعون بتلك الثورة وكل المدافعين عنها، لذلك يتفنن رجال النظام وأتباعه فى إحداث أكبر أذى لكل ما يتمكنون أن يطالوه من المنتمين أو من يشاركون فى إشعال فتيل الثورة.

والنص يعرض لتجربة السجن ومهما قيل عن السجن والمعاناة غير الذى يدخله ويعيش فيه ويعيش كل لحظة بين الحياة والموت.. فى السجن آلاف الحكايات والتى تحتاج لمن يرصدها ويكتب عنها. وفى هذا النص يمكن أن تعرف أو تقترب من تلك التجربة، ومعاناة الأب والابن داخل السجن، كل ذلك بسبب من تم القبض عليهم بسبب الثورة. فى الثورات يتم الدفع بالثمن الغالى وهى أثمان صعب أن تقدر، إنها أوطان تضيع ويصبح من العسير أن تعود مرة أخرى.

والنص يكشف عن حقارة وعفونة مسلك جماعة الإخوان المسلمين..هم لا يجيدون إلا القتل والعنف.. ولا يهمهم إلا أنفسهم وأهدافهم، أما الأوطان فهى مجرد شىء عفن وليذهب إلى الجحيم.. المهم أهدافهم ومصالحهم وأفكارهم والدفاع عن تابعيهم ومريديهم. وخلال أحداث الرواية يمكنك أن تفهم ما تفعله أجهزة الدولة التابعة والمدافعة عن النظام وتقف فى عداء صريح ضد الثورة وتفعل ما هو مباح وغير مباح لكل الثوار تذكر الرواية هذا المقطع.. كان ماهر قد اقترب من الثالثة والثلاثين، حينما اندلعت الثورة السورية، وكلف بمهام قمع الطلبة الجامعيين، وكان معروفا بإيذائهم اللئيم فى الأسابيع الأولى، ونجح أيما نجاح بمنع المظاهرات من التشكل، وذلك بعد أن كان يهاجمها مع عصبته الشريرة، التى أسسها له فرع المخابرات العسكرية قبل سنين فى أم الإبر فعاثت فسادا واعتدى أعضاؤها على أبناء أم الإبر وبناتها، إلى أن امتد نفوذها وفسادها إلى أكثر مناطق دمشق وريفها.

ــ يا كوثر ليس بالدموع نقاوم الاستبداد والفساد، الثورة تحتاج إلى إرادات قوية.. إن السلطة الطائفية، تتلقى التأييد والدعم من كل قوى الفساد العالمية، وإسرائيل أول الراغبين فى القضاء على ثورة شبابنا، لأننا الأكثر قدرة على الاستمرار من ثورات الربيع العربى كلها، التى تحارب من قبل بؤر الفساد العالمى الموظفة أنظمة حكم عاهرة فى بلداتنا.

ــ يا ديجة، بؤر الفساد العالمى تريد إسقاط سوريا كلها فى براثن الإرهاب الدولى والطائفية والتكفير والتشتت، لأن انتصار شعبها على الميليشيات الطائفية والتكفيرية، يعنى انتقال الثورة إلى البلدان العربية والإسلامية، وحينها ستكون بمرتبة الثورة الفرنسية.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون