رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

الجمهورية الجديدة تحتاج إلى إعلام مختلف يتبع استراتيجية جديدة تجيد التعامل مع كافة التحديات، إعلام يعى ويستوعب ما يحدث دولياً ومحلياً ويتعامل مع هذه الأحداث من منظور وطنى بعيداً عن الإثارة أو التهويل.

والحقيقة أن دور الإعلام تراجع خلال الفترة الماضية ولم يعد نبض الناس، كما كان، وهو ما دعا الرئيس السيسى إلى إثارة أزمة الإعلام فى عدة مناسبات بطريقة غير مباشرة فى صورة رسائل قصيرة خلال حديثه عن هموم الناس وأحوالهم، فالرئيس أكد علمه بوجود مواطنين لا يعيشون حياة كريمة، بصراحة لم نعهدها، ولم ينتظر الرئيس إعلاماً ينقل له نبض الناس، بل نزل إليهم وسمع بعضهم وأكد أن هناك كثيرين لا تصل إليه أصواتهم.

وفى رسالة مباشرة جسدت قمة الصراحة عندما زار الرئيس مركز عمليات التحكم للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة وتحدث إلى محافظى بورسعيد والإسماعيلية والسويس وجنوب سيناء والأقصر وطلب منهم أن يتواجدوا على الأرض بجانب الناس، وقال نصاً: «هنسمع مين غير الناس وهما هيشكوا لمين غيرنا.. إحنا نبضهم فى الشارع، ولما المواطن يلاقينى جنبه فى الشارع هيقول ما هو شايفنى وحاسس بيّا»

نعم، من حق المواطن أن يجد مَن يشكو إليه همّه بعد الله، وليس أمامه سوى أولى الأمر يتحدث إليهم مباشرة إذا استطاع أن يصل إليهم، وإذا لم يستطع، فليس أمامه سوى الإعلام، سواء كان المقروء أو المسموع أو المرئى ليكون وسيطاً بينه وبين أولى الأمر والمسئولين، ينقل هموم الناس بكل حيادية.

وإذا لم يجد المواطن البسيط إعلاماً وطنياً صادقاً، فبالتأكيد سيبحث عن وسائل أخرى ليفضفض إليها وما أكثرها فى عالم أصبح كالقرية الصغيرة لا تخفى فيه خافية.

ومن الطبيعى فى هذه الحالة أن يتلقفه إعلام مغرض يسعى لزعزعة الاستقرار عن طريق تزييف الوقائع أو التهويل، وربما ينفّس عن نفسه فى وسائل التواصل الاجتماعى سواء بالكلمات أو الفيديوهات، وربما يجد مَن يستغل غضبه ويغريه بالمال ليطعن وطنه ويسىء إليه.

نعم، لقد أصبحت وسائل التواصل الإجتماعى أكثر تأثيراً من وسائل الإعلام وصارت إعلاماً بديلاً يملك قوة تأثير لا يستهان بها قادرة على توجيه الرأى العام كيفما شاءت.

وما يُزيد الأمر خطورةً أن كثيراً ممن يثيرون القضايا ويوجهون الرأى العام مجهولون يتخفون وراء «أكاونتات» وصفحات ويثيرون الشائعات بهدف البلبلة وزعزعة الاستقرار وربما تكون الأسماء مصرية ولكن الشخصيات الحقيقية أجنبية تدبر وتخطط لإسقاط الوطن عن طريق إثارة الشائعات ونشر الفتن.

إن صراحة الرئيس وطريقته فى مواجهة الأزمات وإصراره على اقتحام المشكلات وإيجاد حلول لها هى ما دفعنى للكتابة فى هذه القضية الشائكة من وجهة نظر البعض.

والمتابع للمشهد الإعلامى ربما لن يجد شيئاً ملموساً يعتمد عليه فى تفسيره لظاهرة انحسار الإعلام وتراجعه عن القيام بدوره بصورة كاملة، وكنت أظن كغيرى أن محاذير النشر باتت عثرة فى طريق الإعلام وفجأة اكتشفت أنها أوهام، فمنذ أن تقلدت منصب رئاسة تحرير «الوفد»، التى تعتبر أولى الصحف المعارضة، لم أتلق أى توجيه أو قائمة محظورات ولم نتلق أى لفت نظر بشأن أى خبر أو موضوع أو كاريكاتير أو مقال رغم سخونة بعضها.

قضية الإعلام يا سادة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية الوعى التى أكد عليها الرئيس السيسى مراراً وتكراراً والجمهورية الجديدة تحتاج إعلاماً بمواصفات خاصة يؤدى دوره بحرية تامة ولكنها حرية مسئولة بإحساس وطنى يعى معنى الأمن القومى المصرى، إعلام يؤدى دوره بكل شرف وينقل نبض الناس بكل أمانة دون مزايدة فى إطار الوعى بأحوال الوطن وظروفه وما يدور حوله من أحداث.