رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

هزنى حادث مقتل القمص أرسانيوس وديد بالاسكندرية، وأفزعنى ردود أفعال بعض اشقائنا الأقباط حول الحادث وتلميحاتهم عن ذلك المختل الذى يظهر كل فترة ليرتكب جريمة ضد المسيحيين.

بداية لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل الحادث إلا بعد انتهاء التحقيقات وإعلان النتائج وان كنت على يقين أن الجريمة فردية وغير مدبرة خاصة أن هناك مختلين مطلقى السراح يمرحون فى الشوارع  وتعرض كثيرون لاعتداءاتهم.

وتحضرنى عدة مشاهد تؤكد أن شطرى الأمة المصرية متحابان بعيداً عن الشو والسياسة والمزايدات ولكنها حقيقة عشناها ومازلنا وحتى الموت.

أولادى تربوا وتعلموا فى مدارس راهبات وأغلب أصدقائهم من الأقباط ولم نشعر يوما ان هناك تفرقة فى هذه المدارس بل كانت هناك حجرات بهذه المدارس ليصلى فيها الطلبة المسلمون ولم تحدث اى واقعة تثبت أن هناك تمييزًا بل كانت عدالة مطلعة.

رمضان هذا العام شهد مواقف ربما تحدث كل عام ولكن السوشيال ميديا والإعلام ركز عليها فظهرت وكأنها أكثر من كل عام، منها مشاهد القساوسة وهم  يحملون فانوس رمضان ويعلقون الزينة مع المسلمين، والكنائس تزينت بالأنوار وظهر نور الهلال بجوار الصليب فى مشهد حقيقى وليس  تمثيليًا، وانتشرت صور لشاب قبطى وقف يوزع الفوانيس على المارة فى قنا وغيرها وغيرها من مشاهد الود بين شركاء الوطن.

فى بيتى تكرر مشهد كل عام فى الثالث من  رمضان رن جرس الباب وأسرعت زوجتى لتفتح لأنها تعلم من الطارق فقد رن الجرس بعد مكالمة هاتفية انها السيدة نيفين زوجة جارنا الأستاذ فيكتور أقرب الجيران الى قلبي، جاءت لتعطينا قدرة الفول التى اعتادت عليها كل رمضان فى مشهد تبادلى يتكرر بين الشقتين فى الأعياد الإسلامية أو القبطية.

ومنذ أيام اشترى عدد من القساوسة صكوك الإطعام مشاركة منهم لوزارة الأوقاف وفى اطار  دورهم المجتمعى تجاه وطنهم وكان ذلك فى الاسكندرية التى شهدت حادث مقتل القمص ارسانيوس وأصدرت أوقاف الاسكندرية بيانا أكدت فيه أن الشعب المصرى يتعايش مع بعضه كالجسر الواحد على أرض وطن واحد، بل واستقبل الشيخ سلامة عبدالرازق وكيل وزارة الأوقاف بالاسكندرية القس باسيليوس فؤاد كاهن كنيسة العصافرة لتقديم التهانى بشهر رمضان وقدم نيافته مصحفاً هدية لوكيل وزارة الأوقاف.

وبعيداً عن المزايدات ومشاهد فيلم حسن ومرقص أقسم أن هناك علاقة ود وترابط بين كثيرين من المسلمين والمسيحيين، ولما يكرهون بعضهم وهم يعيشون فى نفس الوطن ويعانون من نفس  الظروف ويواجهون نفس المصير ونفس العدو الكاره للإنسانية الراغب فى هدم وطن يحمل بين جوانحه أعظم ملحمة ارتباط ورحمة وألفة بعيداً عن التمييز والانحياز.

وأقول للجميع لطالما دقت على الراس طبول ولطالما وقعت أحداث  كثيرة أشد قسوة وانتهت إلى لاشيء وخرج شركاء الأمة منها أشد تماسكاً من ذى قبل.. حفظ الله مصر من الفتن ورد عنها كيد الكائدين.. وعاش الهلال مع الصليب.