رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

لا شك أن المسرح المصرى ساهم بشكل فاعل فى تشكيل وعى المصريين باعتباره منبرا مباشرا، وعاش أبطال الأعمال المسرحية فى وجدان المصريين لسنوات طويلة، خاصة عندما كان هو اللون الفنى الوحيد قبل ظهور السينما والدراما.

ولعلنا نذكر تلك الفرق  التى قادها عظماء الفن المصرى، أمثال جورج أبيض وفؤاد الجزايرلى ويوسف وهبى ونجيب الريحانى وزكى طليمات وعلى الكسار وفاطمة رشدى، ثم الفنانين المتحدين الذين طافوا المحافظات وأثروا الفن المصرى بأعمال خالدة، عكست هموم الشعب وأوجاع الحياة.

ولا أعرف لماذا انحسرت الفرق المسرحية، وقلت الأعمال على خشبة المسرح المصرى فى السنوات الماضية، وهو الذى كان قبلة الفنون فى الوطن العربي.

لا يمكن أن نعلل ذلك بقلة المواهب سواء فى الكتابة أو التمثيل، لأن مصر ولادة، فيها آلاف المواهب التى تحتاج فقط الفرصة لإثبات وجودها، وعلينا أن نبحث عنها فى كل شبر من أرض المحروسة.

المتابع للمشهد الثقافى المصرى سيكتشف أنه لا يمكن أن نعبر إلى الجمهورية الجديدة بدون عودة دور المسرح التنويرى، الذى يسهم فى بناء الوعى المصرى الذى يتعرض للتزييف والتغييب بفعل السوشيال ميديا، ذلك المارد الذى سيطر على عقول المصريين، ووضعهم أسرى جدرانه، يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال، ويوجههم كيفما شاء.

والحقيقة أننى أتابع تحركات الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة خلال الفترة الماضية، وأثمن تلك الفعاليات التى أشرفت على إقامتها فى عدة محافظات والتى تضمنت أعمالا مسرحية وحفلات غنائية وكان لها صدى جيد.

ولعل أبرزها المهرجان الإقليمى لنوادى المسرح الذى شهد عروضاً مسرحية، قدمها عشرات الهواة، وكشفت عن مواهب كثيرة، سواء فى تأليف النصوص أو الإخراج أو التمثيل، وأنا أطالب بتبنى هذه المواهب عن طريق  تسجيل تلك العروض وبثها على القنوات أو اختيار أفضلها، وفتح المسارح الكبرى ليقف على خشبتها هؤلاء المغمورون، وحتما ستكشف عن نجوم يستحقون أن يكونوا فى مقدمة صفوف الفن المصري.

ولا شك أن قصور الثقافة عليها دور كبير فى إنجاز هذه المهمة، فهى الملجأ الوحيد لهذه المواهب، خاصة أن فروعها تنتشر فى كل المحافظات ويجب أن تستعيد رونقها ودورها الرائد والفاعل فى الكشف عن المواهب، وتبنى الأعمال الجيدة وتسليط الضوء عليها ومنحها فرصة الظهور.

وعلى السيدة وزيرة الثقافة إحياء مسرح السامر الذى شيد عام 1971 بقرار من الرئيس السادات وأعادت «عبدالدايم» وضع حجر الأساس لإعادة بنائه فى نوفمبر الماضى، لأنه بحق صرح تراثى عظيم قدّم نجوماً لا ننساهم، أمثال جمالات شيحة وخضرة محمد خضر ومحمد أبو دراع، كما شهدت خشبته أعمالا لعظماء أمثال عبدالرحمن الشافعى ويسرى الجندي، وهو الكيان القادر على  حفظ تراثنا وموروثنا الشعبي، ووقاية  الأجيال الجديدة من عمليات التغريب والأمركة لأن من فات قديمه تاه.