رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لاتضحك ولا تبكِ، فما سوف تقرأه فى السطور التالية هو حال معظم الصفحات الرسمية على منصات التواصل الاجتماعى لمعظم أحياء مصر، فالمتابع لتلك الصفحات سوف يجد ديباجة تتم كتابتها على كل انجاز يقوم به أحد المسئولين فى المحليات، وإن كانت روتينية، ويتم كتابتها تفخيماً للمحافظ ونائبه ومسئولى المحليات، إلا أنها تنم على أن من وافق على نشرها يفتقد لأقل مفاهيم القيادة، بل إنها تصبح دليلا فعليا على أنهم بلا فكر، وحتى لا نتسرع فى الحكم عليها، دعونا نقرأ تلك الديباجة الروتينية:

تبعا لتوجيهات السيد .. محافظ .... وتعليمات السيد .. نائب المحافظ .. وتحت إشراف السيد .. رئيس حى .. وبمعرفة جهاز المرافق بحى .. تم الانتهاء من تسليك بلاعات صرف بمنطقة..!!! ومرة أخرى تم الانتهاء من إزالة عشة طيور من سطح عقار!!! وغيرها من المهام اليومية العادية التى لا تحتاج إلى كل تلك الأسماء والمناصب، وإن كان الأفضل متابعة الأسواق فى محاولة لضبط الأسعار!!.

فكيف لنا أن نفهم أن محافظ ونائبه ورئيس حي، يصدرون توجيهات لموظف واحد أو اثنين أو ثلاثة لتسليك بلاعات صرف أو إزالة عشة طيور، والمحافظ ونائبه ليس لهم دخل نهائيًا بتلك المهمة، فتلك المهام هى وظيفة القائم على تنفيذها، وعدم أداء المهام يعتبر إهمالا وتقصيرا منهم، ويستحقون الجزاء على تقصيرهم وإهمالهم، فهى وظيفة تم تعيينهم عليها ويتقاضون عنها راتبا شهريا من ميزانية الدولة، والتى يدخل فيها جزء كبير من الضرائب التى يتم تمويلها من المواطنين، ببساطة هى وظيفة يجب أن يقوم بها القائم عليها دون إشراف أو توجيهات أو انتظار التكليفات من المحافظ، وأن مجرد أن يقوم رئيس الحى بالموافقة على نشر تلك المهام الروتينية على صفحة الحى الرسمية مقرونا بأن تنفيذها جاء طبقا لتعليمات المحافظ وتكليفات نائب المحافظ فهو دليل أنه لا يعمل، وكل مرؤوسيه لا يعملون إلا بعد أن تأتى إليهم روشتة التعليمات والتكليفات والتوجيهات اليومية.

الأغرب من كل هذا أنك لو أخذت جولة فى تلك الصفحات، لوجدت شكاوى كثيرة من المواطنين فى قضايا مهمة مثل غلاء الأسعار وضبط السوق، ولا تجد ردا من القائمين على الصفحة، وكأنها ليست صفحة للتواصل مع المواطنين، ولى مع إحداها قصة؛ فقد تقدمت بشكوى ولم يأتنى رد عليها أو قل لم يرها مسئولو الصفحة لمدة عام كامل ثم عاودت التواصل معهم دون رد أيضا لعام آخر، ويتندر بعض رواد تلك الصفحات بوصفها منبراً لتلميع المسئول، ويراها المواطنون أنها أصبحت دليلا على أن هذا المسئول لا يصلح لإدارة شارع، لأنه بتلك المنشورات يعلن أنه لا يفعل شيئًا غير أنه يجلس فى مكتبه الفخم منتظراً ورقة التكليفات والتوجيهات اليومية، وأيضا كل مرؤوسيه لا يفعلون شيئا غير أنهم منتظرون أن تصلهم نسخة من ورقة التكليفات والتوجيهات ثم يخرجون ولكن بصحبة كاميرا ذات مواصفات قياسية تم شراؤها خصيصًا لالتقاط صور تنفيذ مهامهم حتى يتم نشرها على صفحات التواصل ليفرح المسئول بأنه قد أنجز مهمته، بينما المواطنون يسألون فى تعليقاتهم أين المسئولون؟!.

يا سادة، رئيس الحى هو محافظ منطقته له الكثير والكثير من الصلاحيات وليس متلقى تعليمات وصفحة الحى الرسمية هى مرآة قيادته وفكره، وليست دفتر حضور وانصراف أمام رؤسائه، ورسالة أوجهها لوزير التنمية المحلية أرجو أن تتابعوا صفحات أحياء بر مصر المحروسة على مواقع التواصل الاجتماعى لتعرفوا جيدا أن الكثير منهم مازال ينتظر التكليفات والتعليمات والتوجيهات.

[email protected]