رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

استكمالا لما قلناه.. الأمر الذى يدعو للاستغراب والدهشة أن الأمن اكتفى بأن أخرج المعلمة فى حراسة بحيث يتحاشون إيذاء أولياء الأمور.. الأمر هنا غريب.. ولماذا لم يتم القبض على كل من حاول إيذاء المعلمة..ولماذا لم يتصد الأمن لمثل هذه الحالة من البلطجة وإيذاء المواطن البرىء والذى يؤدى عمله بإخلاص؟ فهل هناك من هو متعاطف مع أولياء الأمور ويريد كسب ودهم وتعاطفهم؟ أسئلة مشروعة للأسف تفرض نفسها ولا بد من أن تكون موضع السؤال والاستغراب.. حول من يقف ويسهل الغش ولى تجارب فى هذا الأمر عندما كنت أعمل فى التربية والتعليم وهى مذهلة، كان ذلك فى ثمانينيات القرن الماضى.

وأغرب ما لاحظته على الفيس بوك من (س) من الناس.. يقول فى التعليقات.. هو يعاتب المعلمة..يعنى إيه شوية عيال فى الإعدادية بيغشوا.. أولا مفيش تعليم فى المدارس.. وأولياء الأمور طالع عينهم عشان يعلموا أولادهم بالدروس الخصوصية.. ثم يعنى هم هيتخرجوا يتعينوا.. أهو شهادة وخلاص.. يقول.. أنا بلوم المعلمة لما فعلته.. أولياء الأمور تعبانين ومش ناقصين تزيد عليهم.. مش هيحصل حاجة لو سابت العيال تغش!

واحد آخر يعلق.. يا ستى ارحمى من فى الأرض يرحمكم من فى السماء! وتندهش وتتعجب من هؤلاء.. أو من يقول لك أهى اشتهرت وأصبحت علما على الفيس بوك.. وهتتكرم من الوزير.. ولا تجد من هو يبحث عن (القيمة) أو من يدرك أننا فى مأساة حقيقية.. ان لنا أن نواجهها ونتصدى لها.. كل تلك التعليقات السلبية تجعلك ترى المجتمع بشكل أكثر دقة وعمقا وهذا ما يجعلنا نكرر ونقول إنه أصبح من الضرورى والحتمى أن نعيد تربية المجتمع.. ولا أمل إلا فى إصلاح هذا المجتمع بإرجاع القيم والمبادئ والمعايير الإيجابية.

مثل تلك النماذج مؤكد أنها سارت حياتها بالغش.. ولا تعرف أى أهمية للقيمة أو للقيم بشكل عام.. هم من الجعجاعيين ومن أعداء الوطن، وهم يؤججون الأمور لأنهم من أتباع الخونة.. والتربية والتعليم مليئة بمثل تلك النماذج.. فقد كان هدف (الإخوان المخربين) هو السيطرة على التعليم لإخراج عقول ظلامية جاهلة إرهابية.

أظن وأعتقد وأتخيل أنه لولا الإعلام والميديا المعاصرة أنها نقلت تلك الواقعة بالصورة وأصبحت تنتشر لكنا فوجئنا بالبعض يحول المعلمة إلى التحقيق والوقف عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق.. والسبب الذى ينسب إليها أنها تسببت فى حالة من الارتباك للطلاب ولأولياء الأمور، ما أدى إلى استياء أولياء الأمور.. ويخرج لك من يقول لقد تم تحويل المعلمة إلى التحقيق ووقفها عن العمل والمفروض على المعلمة ألا تحدث ارتباكا ولا تؤدى لحالة من الخوف لدى التلاميذ، لذلك اتخذنا كل الاحتياطيات لكى لا تحدث مثل تلك الحالة مرة أخرى، فنحن نعمل على هدوء لجان الامتحانات وان تسير كل الأمور بسلاسة.. ولا نقوم بعمل ارتباك أو توتر للطلاب.

مثل هذا الحوار هو المتوقع أن يحدث لو لم يتم تصوير الحالة ونشرها، وتلك هى المصيبة.. فالكل فى كل المواقع يخشى على كرسيه ولا يريد أى شىء يعرضه للمساءلة.. أقول ذلك من واقع عملى فى التربية والتعليم فى مقتبل مرحلة الشباب وكنت أرى المهازل ويتم تستيف الأوراق وكلها ضد الواقع.. وعندما تعترض يقولون لك الكل عارف الحقيقة لكنهم عاوزين الورق يقول كذا.. قال لى أحد الموجهين للفلسفة (الله يرحمه) يا أستاذ حسن..(اربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه)..أنت يا خويا بكرة وبعده تاخد الدكتوراه وتروح الجامعة.. إحنا معكوكين فى المصيبة دى ومش ناقصين،عندنا ولاد عاوزين نربيهم.. دورات المياه مفيش.. ما الكل عارف أن دورات المياه خربانة ومغلقة، لكن أنا مقدرش أكتب دا.. لازم تكتب أنه كله تمام.. كل عيش يا أستاذ حسن لغاية ربنا ما ينقذك من هنا. (وللحديث بقية)

---

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون