رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

قرأنا موضوع المعلمة (وداد عبدالعال) وكيلة مدرسة الثانوية بنات بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية.. ورئيسة لجنة مدرسة الشهيد محمد الشقرى الابتدائية التى أدى بها طالبات مدرسة العروبة الإعدادية بنات امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الأول.. كل ما فعلته المعلمة أنها تؤمن بالقيام بواجبها.. فقد رفضت الغش بكل صوره ومنعت وجود الموبايلات داخل اللجان.. فماذا كانت النتيجة؟

تجمهر أولياء الأمور خارج اللجنة واعتدوا على المعلمة.. وهناك من يقول إنها أصيبت وكسرت ذراعها.. إن ظاهرة الغش متفشية بشكل رهيب فى كل المستويات.. وهذا يعنى أننا فقدنا القيم بكل صورها فما الذى يريده أولياء الأمور؟ هل هؤلاء يحترمون التعليم؟ وهل يقومون بتشجيع أبنائهم على الدراسة والتحصيل الدراسي؟ وماذا تكون النتيجة عندما ينجح الطلاب بالغش؟ هل فكر الأهالى فى ذلك الأمر؟ إن كل المصائب التى تحدث فى المجتمع كلها بسبب انهيار المنظومة التعليمية.. فكل صور التزوير والرشوة والفساد.. أسبابها فى البداية هو فقدان القيم داخل الإنسان لأنه لم يتعلم أى قيمة لا أخلاقية ولا تربوية.. فكل شىء مباح.. وافعل ما شئت.. فالطبيب الذى يخطئ وتكون النتيجة موت المريض السبب لأن هذا الطبيب لم يتعلم بشكل جيد بل بالغش والتزوير.

هناك درجة عالية من الاستهتار ولدى أولياء الأمور، هم يرون أن المسألة بسيطة.. يغشون ويطلعون من السنة إلى السنة التالية وهكذا.. لم يفكر أحد فى النتائج المترتبة على المستوى الشخصى أو المستوى المجتمعى، وهل فكرت الأم أو ولى الأمر أن سبب متاعبه فى المجتمع بسبب هذا الغش.. كل شىء فى المجتمع أصبح يعانى من تلك الآفة.. تبدأ صغيرة ولكنها تكبر.. سقوط المنازل والكبارى.. والطرق غير الصالحة.. والزبالة فى كل مكان كلها بسبب أننا نعيش فى مجتمع غشاش.. الأدوية لا تؤدى فاعليتها والسبب هو الغش فى شركات الأدوية.. بينما الأدوية المستوردة تؤدى فاعليتها بشكل دقيق والسبب بسيط أنه الغش يا سادة.. حتى الصنايعى أو أصحاب المهن تجد أن فكرة الغش هى السائدة.. لأن الناس تربت على تلك الآفة وتم الاستهتار فى كل شىء.. كل شىء الآن قائم على الغش.. حتى الدولة قامت على الغش والخداع طيلة نصف قرن أو أكثر.. وعندما نريد أن نقيم دولة بشكل صحيح نجد الجميع يضج ويلعن ومش عاجبه الإصلاح لأنه أدمن الغش والكذب والخداع.

وقد تواصل نائب وزير التعليم بالمعلمة.. ثم تم تكريمها من قبل وزير التعليم.. كل ذلك جميل ورائع للمعلمة، درجة من رد الاعتبار إلى المعلمة بعد تلك الإهانات التى تعرضت لها.. لكن المسألة أكبر من أن نتخيل.. هناك فعلًا خلل فى المنظومة التعليمية وفى القيم التعليمية.. على وزارة التعليم أن تعيد النظر فى المنظومة بأكملها.. وتركز ما هى القيم المفروض الآن تعليمها وترسيخها داخل الطلاب؟ إن كل المظاهر السلبية هى الآن سائدة فى مختلف مراحل التعليم أولاها البلطجة.. الاستهتار بالمعلم وبالمدرسة.. فهل آن الأوان أن نعيد النظر إلى التعليم بوصفه العنصر الأساسى فى المجتمع لإخراج الأجيال.. كل القيادات والمهن بمختلف أنواعها تخرج من التعليم.. لقد تم تهميش وتقزيم المعلم بل تم وضعه فى حالة من الازدراء سواء على المستوى المعيشى أو المجتمعى.. فى حين من يجلس فى منصب ما أيًا كان.. هو فى النهاية متخرج من المدرسة وعلى يد المعلم.. إن الدول المتقدمة والمبهرة سواء فى نظافتها وفى ابتكاراتها وفى كل منتجاتها تدرك وتعى وتفهم معنى كلمة المعلم.. فهو الأول الذى يجب أن توليه كافة الرعاية والاحترام والحصانة.. لكن الأمر بالنسبة لنا فى مصر مقلوب ومعكوس.. ومن ثم نجد كل شىء فى حالة من السوء.. بناء الدول يا سادة تبدأ من التعليم.. لقد حان الوقت أن نعيد الرؤية ونقوم بتربية هذا المجتمع على قيم تساعده على التقدم والازدهار. (وللحديث بقية)

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بأكاديمية الفنون