رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

انتشرت فى السنوات الأخيرة صور الممثلين النجوم، وهم يستعرضون عضلاتهم المنتفخة فى الجيم، ونفس الشيء الممثلات اللاتى أصبحت صورهن أثناء ممارسة الرياضة أكثر من صورهن فى الاستوديوهات.. وإذا كان من المهم أن تكون اللياقة البدنية للممثل فى أحسن حالاته ولكن تظل تنمية اللياقة الفنية وصقل المهارات التمثيلية أهم بكثير من العضلات!

وهى ظاهرة أمريكية هوليودية خالصة، انتشرت مع أفلام الغرب الأمريكى «الويسترن» Western))‏ حيث كانت تتطلب أن يكون الممثل ممشوق القوام وقوي البنية ليعطى الانطباع بالصلابة كراعى بقر يعيش حياته كلها فى الصحارى والوديان ويواجه اللصوص وقطاع الطرق.. ثم تطورت إلى أفلام الحركة التى ظهرت فى السبعينيات مع موجة أفلام الكاراتيه والكونغو فو، وكان الصينى الشهير بروس لى من أبرز أبطال الفنون القتالية!

ولأن السينما الأمريكية حريصة على إبراز الأمريكى كبطل قومى ومنقذ للبشرية استبدلت ابطال الفنون القتالية الصينيين واليابانيين بأبطال رياضة كمال الاجسام مثل أرنولد شوارزنيجر وغيره لتبدأ موجة جديدة من أفلام الحركة أو الأكشن التى يقوم فيها الممثلون بضرب بعضهم البعض.. ومع قلة عدد هؤلاء الرياضيين، وفى نفس الوقت رواج سينما الحركة الأمريكية اتجه العديد من الممثلين إلى تربية عضلاتهم ليكونوا مناسبين لهذه النوعية من الأفلام!

وعندما اقتربت السينما المصرية من السينما الأوروبية بقيام عدد من المخرجين بتمصير الروايات والأفلام الفرنسية والإيطالية وخصوصًا فى الأربعينيات والخمسينيات، حيث كانت معظم الأفلام غنائية وإنسانية ومليئة بقصص الحب الملتهبة، كانت السينما المصرية فيها الكثير من البهجة والإبهار، ورقة ونعومة الممثلات ورجولة الممثلين بدون عنف وفيها أيضا الكثير من المواهب التمثيلية.. ولكن عندما اتجهت إلى الاقتباس من السينما الأمريكية فقدت الكثير من مميزاتها ومن احترامها لدى جمهور الطبقة الوسطى!

وفى الأخير انتشرت أفلام «العنف» الأمريكية التى احتاجت إلى الكثير من العضلات والقليل من التمثيل.. فهى مختلفة تمامًا عن أفلام الحركة وفنون القتال القديمة، التى كان فى مضمونها بعض الإنسانية والرسائل الاجتماعية والسياسية، ولكن عندما ظهرت موجة أفلام العنف للعنف بلا معنى سوى إراقة الدماء وقتل أكبر عدد من الناس، وتحطيم عشرات السيارات.. فاحتاجوا إلى كثير من عضلات الممثلين والقليل من التمثيل لدرجة أن المتفرج يخرج من دار العرض ولديه شعور بالتعب والإرهاق كما لو أنه هو الذى كان يضربونه فى الفيلم!

وقلدت السينما المصرية موجة العنف الأمريكية واجتاحتها أفلام العنف للعنف وأصبح البلطجية أبطال الأفلام وهذه النوعية احتاجت إلى العضلات أكثر من التمثيل!

[email protected]