العلم فى خدمة الإنسان.. يفعل كل ما يجعل حياته أفضل وأسعد.. فى أحيان كثيرة تكون النتائج مدمرة.. مثل اختراع الديناميت مثلًا.. ولكن نرجع ذلك للاستخدام الخاطئ للإنسان.. فالمشكلة فى الإنسان وليس فى العلم.. وفى موضوعنا نتحدث عن زراعة قلب الجنزير فى جسد الإنسان.. ربما يحتج (الشيخ عطعوط).. فليحتج كما يحلو له الاحتجاج وليغضب كما يريد، فعصره قد انتهى وآن له أن يرحل.
قال الدكتور محيى الدين وهو القائد المشارك لفريق الجراحين الذين أجروا الجراحة، فى تصريحات خاصة لسكاى نيوز عربية، إن المريض يتعافى بشكل جيد فى الوقت الراهن، فى حين ينبض القلب الذى تمت زراعته للمريض بشكل طبيعى. وعن العقبات التى واجهت الفريق الطبى خلال إجراء الجراحة الأولى من نوعها فى العالم، وقال إن الأمور سارت على ما يرام دون أى عوائق باستثناء القليل من التفاوت بين القلبين. وأشار إلى اختيار قلب الخنزير على وجه التحديد لزراعته داخل المريض تأتى نظرًا لحجمه ومعدل نموه والقدرة على تعديل الجينات، وأضاف.. أنه لا توجد ثمة اختلافات فى خصائص قلب الإنسان عن قلب الخنزير.
واستخدم الفريق الطبى عقارًا تجريبيًا جدًا طوره محيى الدين جزئيًا لتثبيط جهاز المناعة ومنع الرفض، كما استخدم أيضًا جهازًا جديدًا للتروية للحفاظ على قلب الخنزير حتى الجراحة.
وعن الفئات المصرح لهم بإجراء مثل هذه الجراحات قال محيى إن وضع قلب الجنزير فى أجساد البشر، سيكون للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب المقيّدة. ويأمل مدير برنامج زراعة الأعضاء بجامعة ميريلاند الأمريكية فى أن تصبح هذه العمليات الجراحية شائعة خلال بضع سنوات.
درس محيى الدين الطب فى جامعة كراتشى فى باكستان، وقالت جامعة ميريلاند إن بحوث محيى الدين أدت إلى هذا الاختراق العلمى. ويصبح (ديف بينيت 57 عامًا)، أول شخص فى العالم يعيش بقلب خنزير.
واختتم محيى الدين قوله: هذه العملية غيرت قواعد اللعبة، وأعطت أملًا لعشرات آلاف الأشخاص.
وتمثل تلك الجراحة المعقدة تتويجًا لعقود من الأبحاث حاول خلالها العلماء إنقاذ حياة البشر باستخدام أعضاء (مستزرعة) من حيوانات، حيث يموت أكثر من ستة آلاف شخص سنويًا نتيجة نقص قوائم المتبرعين.
والشيخ عطعوط نجده الآن يسب ويلعن ويقول ويعيد فى كلام غير مفيد وسيقول لك إن (ديف بينيت) سيأتى يوم القيامة وفى قلبه شعلة من نار، لأنه أدخل فى جسده عضوًا من كائن محرم.. وإذا توفى (ديف بينيت) فسنجده يفرح ويهلل ويطرب وسيقول لك إن عقاب الله جاء سريعًا لأن ما يحدث هو تبديل لخلق الله، وأن ما حدث هو الكفر والزندقة وكثير وكثير من تلك الأقوال التى لا تفيد فى شيئًا. هذا هو ما نسمعه من الشيخ عطعوط– الشيخ عطعوط ذكره الأستاذ أنيس منصور فى إحدى مقالاته وقد أخذنا الاسم منه– لكن هل يفكر فى ضرورة إنقاذ الحياة ومحاولة إسعاد الإنسان وأن يعيش بشكل أفضل.. كل ذلك لا يفكر فيه الشيخ عطعوط.
إن ما يقدمه الدكتور محيى هو خدمة للبشرية، يقوم بحل المشكلات وإيجاد أفضل السبل لكى يعيش الإنسان بشكل أفضل، هو محاولة إزالة التعاسة والألم من حياة الإنسان.
--
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال– أكاديمية الفنون