رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 8 قرارات رئاسية و9 توصيات فى ختام منتدى شباب العالم 2022، تلك هى حصيلة منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة، وكما ذكر الرئيس السيسى فالمنتدى أصبح منصة حوار وتواصل بين الشباب لتبادل الرؤى بين كل العالم.

ويحق لنا جميعاً أن نفخر بمنتدى شباب العالم؛ سواء من تشرف بالحضور المباشر على أرض الفيروز، أو من تابع جلسات المنتدى المختلفة عبر الشاشات، خاصة أن تلك النسخة حملت خصوصية وتميزا من جوانب عدة:

الجانب الأول: أن المنتدى جاء راسخاً ومحدداً ومنفتحاً على كافة القضايا والموضوعات؛ وَهَا هُوَ رئيس الجمهورية يتلقى أسئلة مباشرة حول عديد القضايا التى يظنها البعض شائكة حول حالة حقوق الإنسان، والتظاهر وحرية التعبير والانتخابات وغيرها من القضايا -التى يصر الغرب على عرضها فى مضامينه الغربية- ليرد الرئيس مباشرة ودون مواربة أو التفاف، ويؤكد كما أكد فى عدة مناسبات دائماً وأبداً وبجلاء واضح عبّر عن أولويات مصر فى هذا الملف بقوله «إننا أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل شعبها فى ظروف فى منتهى القسوة وشديدة الاضطراب». وأن الرؤية المصرية لإشكالية الديمقراطية ما بعد يناير 2011 ثم يونيو 2013 ترتكز على أن الحقوق الاجتماعية لها الأولوية ثم تأتى الحقوق السياسية فى معالجة لاضطراب ما بعد يناير 2011، وهو ما أكد عليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى الذى يعتقد أن الديمقراطيات تصبح سيئة ولا يمكن الارتكان إليها عندما تعيد إنتاج الفقر، ودلل بذلك بكثير من النماذج لحالات الغضب الشعبى على الديمقراطيات فى أمريكا اللاتينية، حيث أظهرت استطلاعات الرأى أن المواطنين الأكثر فقراً هم الأقل نزوعاً لتبنى الديمقراطية وليس معنى ذلك أننا ندعو لنظام غير ديمقراطى. لكن الدلالة الأهم فى رد الرئيس كانت أننا دولة لا تدفن رأسها فى الرمال فى مواجهة قضاياها، وأننا ليس لدينا ما نخجل منه، وأن الأخطاء يتم مواجهتها وتصويبها.

الجانب الثانى: أن المنتدى أصبح منصة مهمة لصياغة وصنع السياسات، ليس فقط على المستوى الوطنى، لكن على المستوى الإقليمى القارى والعالمى أيضاً، والقرارات الرئاسية فى ختام المنتدى تحيل تلك السياسات إلى آليات التنفيذ الفورى، وتدحض بذلك مزاعم الهجوم على المنتدى بأنه مجرد «مكلمة إعلامية».

الجانب الثالث: إعلان الرئيس عام 2022 عام المجتمع المدنى يمثل نقلة نوعية وخطوة كبيرة فى الطريق نحو الجمهورية الجديدة، ويبقى أن يلتقط القائمون على المجتمع المدنى فى مصر المبادرة وأن تسعى لعلاقة أكثر تكاملاً مع الدولة فى إطار المجالات الاقتصادية والاجتماعية -وهو الدور الأبرز والأهم للمجتمع المدنى- وليس علاقة تنافس سياسى.

الجانب الرابع: مع الوضع فى الاعتبار أهمية أجندة المنتدى حيث تركز بالأساس على القضايا التنموية خاصة فى ظل الجائحة، لكن تبقى أمنية مهمة وحثيثة أن يشتمل المنتدى على منصة لقضايا التنوير وتصحيح المفاهيم، تعمل على صياغة «استراتيجية وطنية للتنوير»، والتى أصبحت ضرورة لا رفاهية فى مواجهة الهجمات المتتالية لكتائب الجماعات الظلامية التى تتحين الفرص لتبث سمومها الظلامية المظلمة تحت ستار الدين؛ هذه الهجمات الظلامية تعبر عن تراجع واضح وتردٍّ كبير لأفكار التنوير والوعى فى مواجهة الجمود والتطرف.

 الآن ليس من فرصة سانحة لإقرار دولة التنوير أفضل من ذلك، فى ظل وجود الرئيس السيسى، والذى يهتم ويعى أهمية تلك القضايا ولا يهاب الخوض فيها، ولعل كلمة الرئيس فى الكاتدرائية خير دليل على ذلك، حيث يؤكد الرئيس دائماً وأبداً أن مصر فى الجمهورية الجديدة «دولة مدنية حديثة».