رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدهشة أساس الفلسفة.. والمتعة كل المتعة أن أقف متعجبًا مندهشًا متسائلًا.. كل ذلك نجده فى عالم الفلسفة والفلاسفة.. وقد تستهجن وقد ترفض.. أنت حر.. لكن ربما تعود بعد فترة وجيزة لتكتشف أنك كنت مخطئًا.. وأن ما قد استهجنته وامتعضت منه فيه الكثير من الصحة والمنطق والتبرير.. الفيلسوف له وجهة نظر.. لذلك لا تستنكر موقف شوبنهور من كراهيته للنساء وعشقه للكلاب. سوف نعرض.. موقف شوبنهور من النساء وسبب كراهيته لهن.. وسبب عشقه للكلاب!

المدرسة الكلبية:

وقبل الخوض فى علاقة شوبنهور بالكلاب علينا أن نذكر أن هناك فى تاريخ الفلسفة مدرسة تسمى الكلبية Cynicism، وهى تنتسب إلى ديوجينس Diogenes الذى عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد، وجاءت التسمية من كنيته وهى باليونانية Kuvikos وتعنى يشبه الكلب Dog – like ، وأخذت هذه المدرسة اسمها فى اللغة العربية باسم (الكلبيين) ، وهى باللغة اللاتينية مدرسة (الشكاكين Cynicism).

والكلبية هى مذهب يقوم على مجاراة الطبيعة وعدم المبالاة بالعرف. وفى اسم المدرسة وفلسفتها روح ساخرة ومتمردة على كل بهارج الحياة ومظاهرها الزائلة. ومن هنا جاء اسمها باليونانية والمترجم إلى الانجليزية بلفظة سينك أى السخرية.

وديوجانس الكلبى (نحو 421-323ق.م) هو فيلسوف يونانى. يعتبر أبرز ممثلى المدرسة الكلبية الأوائل. عاصر الاسكندر المقدونى، والذى روى أنه قال (لو لم أكن الاسكندر لوددت أن أكون ديوجانس).

رفض الكلبيون كافة التقاليد، سواء كانت باسم الدين، الأخلاق، أو كانت تتعلق باللباس، أو اللباقة أو غيرها من القيود الاجتماعية، وأيدوا عوضا عن ذلك السعى وراء أسلوب حياة لامادى وبسيط يهدف إلى الفضيلة. بتعبير آخر هى مذهب يقوم على مجاراة الطبيعة وعدم المبالاة بالعرف.

فى القرن التاسع عشر، تغير مفهوم (الكلبية) ليدل على السلبية الشديدة والشك العام فى دوافع ونوازع ونزاهة الآخرين، وعليه ساد الشك والريبة فى الأعمال الأخلاقية وهذا الأمر يؤدى إلى الاضطراب وعدم الاستقرار وعليه نجد مشاعر الإحباط والتشكك وعدم التصديق فى كل شيء، وعليه تسود حالة من خيبة الأمل أى التعاسة فى أجل صورها.

شوبنهور والفشل العاطفى:

عندما لا تتفتح الذات على الحب.. أو قل عندما لا تشرق شمس الحب على النفس.. يصبح الأسى والألم هو الظاهر وهو السيد.. الحب قوة قادرة على تألق الذات وانفتاحها على كل شيء.. بالحب يصبح الوجود جميلا ويصبح لكل شيء معنى ومغزى.. والفيلسوف هو الذات التى تتأثر بالحب.. فالحب فيما نظن هو جوهر الفلسفة.. ألم نقل إن الفلسفة محبة الحكمة.. فالحكمة هى جوهر الوجود الإنسانى.

وشوبنهور (1788-1860) فيلسوف متشائم.. يطرب لذلك التشاؤم ويجعله عنوانا لحياته.. وفى كل كلمة يكتبها تجد ذلك التشاؤم الذى يفيض من كل كلمة من كلماته وأيضا من كل حياته.. ولذلك فنحن هنا سنتناول رؤية شوبنهور للحب وكيف كانت رؤيته وهل كل ذلك التشاؤم الذى تبدى فى كل فلسفته سببه هو فقدانه للحب؟ نلتقى الاسبوع القادم.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون