رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يخدعنا صبحى موسى بالعنوان.. حيث نتصور ونتخيل أننا سنسعد بنادى تنتشر فى إرجائه أنواع عديدة من الزهور والورود والنباتات، مع خرير الماء المنساب من النافورة، إلى جانب موسيقى هادئة رائعة تترقرق فى النفس بين المحبين والعشاق.. هكذا تصورنا وهكذا تخيلنا.. ولكن ليس كل تصور وكل تخيل يعبر عن الحقيقة.

فى رواية صبحى موسى.. يقتل فى داخلك كل ما هو رومانسى وكل ما هو شاعرى.. ناهيك أنه ربما يعتريك درجة من الضيق والاشمئزاز عندما نجد أن هذا النادى هو ملتقى أو هو مخصص للشواذ.. إذن لا زهور ولا عيون جميلة ولا موسيقى.. فهل تترك الرواية لتريح نفسك من تلك الأمور التى تجعلك تقرف أو تشمئز نفسيا ؟ الإجابة انك ستقبل على القراءة لسبب آخر وهو ذلك الربط بين ذلك النادى الردىء وبين السياسة وألاعيبها وكل ما هو مستهجن، وكأن صبحى موسى يريد أن نلاحظ ذلك التلاقى بين ذلك النادى والسياسة.. ثم إنه يركز على فترة حكم تلك الفئة الضالة والشاذة.. الإخوان.. لعنة الله عليهم وعلى أيامهم.. نكتشف أن هذا التنظيم ليس بالأمر السهل والبسيط، فهناك المليارات تخصص لذلك التنظيم الوضيع.

وربما تساءلنا: هل يريد صبحى موسى أن يربط بين ما هو سياسى وما هو شاذ؟ إن وزيرة الخارجية الأمريكية فى زيارتها للقاهرة فى فترة التهريج الإخوانى قالت فى أحداث الرواية إنها تدعم وتؤيد نادى المحبين.. ما من تحرك رجل من رجال السياسة إلا ونجد نادى المحبين يدخل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فى الأمر.. علينا ملاحظة تلك المسالة المال والشذوذ تدخل ضمن عناصر التحركات السياسية.. هذا ما نجده واضحًا فى أحداث الرواية.

من خلال الرواية يرصد صبحى موسى لحظات الهروب أو الاختباء أو الهجرة من الوطن، فقد تم احتلال الوطن ولم يعد الوطن يحتوى كل من له عقل أو وعى أو إدراك.. وصول الإخوان للحكم هى لحظة المهانة الحقيقية التى مرت بها البلاد.. لقد استولى البلهاء على أمور البلاد وأصبح القبح هو سيد الموقف.

لكن الحقيقية الوحيدة التى تبقى دوما واضحة وقوية وغير قابلة للتغيير أو التبديل. انه اليقين الذى لا يأتيه الشك، هى أن السياسة بوجه عام لعبة قذرة بكل أبعادها.. وكل شىء مباح ولا شىء فيها له أمانة أو استقرار.

وعبر الرواية يرصد صبحى كل اللحظات التى مرت بها مصر فى ظل حكم المعتوهين وحالة الاكتئاب العام التى عمت المجتمع والتى ما لبث أن كبرت الحالة العامة فأصيب المجتمع كله بحالة من الاكتئاب والاستياء والتقزز النفسى من تلك الفئة الضالة التى تحكم، لذلك يمكن القول إن رواية صبحى تمثل درجة من درجات التاريخ لمرحلة مهمة وحاسمة لمصر.

ولعل أهم ما نلاحظه على رواية صبحى، ذلك السرد المنساب، حيث يجعلك تقبل على القراءة.. قدرته فى تلك الرواية قوية فى جذب المتلقى أو القارئ، وهو أمر مهم علينا ألا نغفله.. تحياتى لصبحى موسى مع أمنياتى له بالتوفيق والتألق دائمًا.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أكاديمية الفنون