رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«أول مرة».. فيلم قصير للمخرجة إيناس المصرى.. وهى البطلة وأمامها البطل كمال خضر.. شاهدت الفيلم ركزت بحكم عملى الفلسفى والجمالى على تلك الناحية، وجدت أن الفيلم به فكرة.. وفكرة قوية.. والعمل الفنى الحقيقى أو الجيد هو الذى يحمل فكرة ويجعل المتلقى يُعمل عقله فى تأمل تلك الفكرة. وبغض النظر عن أننا نتفق على الفكرة أو لا نتفق.. ولا نقيس الفكرة بأى معيار من المعايير المجتمعية أو الاعتقادية.. لكننا ننظر للفكرة ودلالاتها.

والفكرة امرأة أرملة تعيش بمفردها..مات زوجها من سنتين.. والمرأة فى كامل حيويتها وشبابها، ومثل تلك المرأة فى حاجة إلى الجانب الآخر، تحتاج لوجود الرجل.. تلك طبيعة إنسانية. هذه المرأة الأرملة تعيش فى رعب من الآخرين وتخشى أن يكون هناك من يراقبها ويراقب شقتها، فهى تعلم ماذا يعنى أن تعيش امرأة فى أقصى درجات الأنوثة وأرملة وتعيش وحدها. فالطبيعة الإنسانية المعروفة أن النميمة تزيد بين الناس تجاه تلك النماذج..اختارت أن تأتى برجل لإروائها.. فرأيناها تتابعه بالتليفون..هل دخلت؟ تأكد أن أحدا لم يرك.. ما تدخلش إلا لما تتأكد إن ماحدش شافك.. وتنظر من العين السحرية كى تراه، وعندما رأته قالت له شفتك وفتحت الباب بسرعة ودخل.. ونظرت من العين السحرية لتتأكد إن مافيش حد شايف حاجة وقع اختيار المرأة على شاب وسيم وطول وعرضن، كما يحلو للنساء هذه الهيئة ظنا منها أنها ستحظى بفحولة ورجولة هو فى مقتبل العمر والقوة، وهو ما تبغيه وعندما يذكر لها أن عمره 36 عاما وخلال الحوار قالت له على فكرة أنت كبير جدا.. هكذا تصورت وهكذا تخيلت.. وأجرت معه كل المغريات من ملابس فاتنة وبارفان خاص يدعوه للإثارة والإقبال والاقتحام.. لكن خاب أملها، إذ وجدت الشاب يشعر بالخجل الشديد ويكاد يغمى عليه.. فندبت حظها.. يعنى فى اليوم اللى أقرر فيه ألاقيه مالهش... وسألته مباشرة عمرك ما شفت واحدة عريانة فكانت الصدمة لها.. لا.. ليه؟ أصلى أنا عندى أخوات بنات وماما قالتلى.. اللى ما ترضهوش على أخواتك البنات ما ترضهوش لنفسك.. سمعت وصممت، حاولت معه كثيرا.. قال لها هوا الحمام منين قالتله قدامك وشاورت عليه.. دخل الحمام ووضع الماء على وجهه لكى يفيق ويقلل من حدة الاضطراب والقلق.. خرج، قالت له فيه تكييف فى حجرة النوم وسحبته من ايده ليدخل معها إلى حجرة النوم وتسير به ببطء لكى تغريه وتثيره.. حاولت معه.. وبمجرد ما سابت أيديها منه فر إلى الباب وانطلق إلى الخارج.. وعندما خرج نظرت من العين السحرية لتطمئن أن أحدا لم ير شيئا.. وبقيت هى وحدها تعانى، ولكن حدث لها انهيار وخيبة أمل فنجدها تتهاوى نازلة إلى الأرض وهى ملتصقة بالباب.

إيناس المصرى تلتقط لحظة هامة فى حياة المرأة الأرملة، وهى فى كامل أنوثتها المتفجرة.. إنها لحظة مأساوية تحتاج للتعاطف معها، لكن فى عرف المجتمع كل شىء مرفوض.. هى مخرجة رائعة فى اختيارها لمثل تلك القضايا، وهنا تكون السينما هامة وتخدم قضايا مجتمعية علينا أن نعيد النظر إليها.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أكاديمية الفنون