عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة البداية

الحكاية ليست بسيطة أو سهلة.. هى قصة كفاح يجب أن نقف عندها طويلاً لنتأمل (حدوتة) شاب مصرى بدأ من الصفر فى قريته الصغيرة (نجريج) يداعب الكرة (الشراب) فى حواريها وأزقتها.. يراوغ المنافسين بمنتهى (الحرفنة).. ويحاصره حلم التألق والوصول إلى القمة.. لم يستسلم للظروف الصعبة ولا المشوار الطويل الذى كان يقطعه يومياً من نجريج إلى نادى المقاولون الذى اقتنع به مدربه رغم جسمه (الضئيل)، إلا أن موهبته وإمكانياته فى التصرف الجيد بالكرة منحته الفرصة فى الجبل الأخضر بعد أن جرب حظه فى القلعة البيضاء ورفضه مسئولو نادى الزمالك وقتها.. فى المقاولون جلس كثيرا على دكة البدلاء وعندما شارك وتألق ولفت أنظار الجميع لم يكن أمامه إلا أن يفتح (الباب الكبير) وينطلق إلى أوروبا متنقلاً بين سويسرا وإيطاليا وإنجلترا.. صعوبات كثيرة من التأقلم والغربة واللغة.. لم نسمعه يصرخ أو يشكو أو يحاول لفت الأنظار وإقناع الجمهور أنه يعانى.. رد بالنجاح فى الملعب لدرجة أنه وصل للوقوف إلى جانب عمالقة كرة القدم الذين كان يسمع عنهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى وغيرهم.. بل إنه تعداهم وتفوق عليهم ووصل إلى المستوى الذى جعل الجميع يؤكد أنه الأفضل حالياً على مستوى العالم كله.. 

وبعيداً عن المستطيل الأخضر.. الوجه الآخر لقصة نجاح صلاح.. حكاية شاب مصرى محترم وملتزم ومنضبط.. يعيش فى أوروبا مع زوجته وابنتيه.. بسلوكيات رائعة جعلته أفضل مثال ودعاية لمصر والعرب.. وفعل ما لم تستطع أن تصل إليه العديد من الوزارات المكلفة بالدعاية لمصر.. قصة نجاح محمد صلاح لا تقتصر على الملعب وجماهير ليفربول التى تغنى بإسمه واسم مصر فى المدرجات وترتبط به ارتباطاً وثيقاً، بل وتطالب إدارة النادى بأن تمنحه ما يريده من أجل الاستمرار خاصة أنه أبدى رغبته فى البقاء مع التقدير المادى المناسب لعطائه وأهمية وجوده مع الفريق وحجم النجاحات والإنجازات التى يحققها.. ويكفى أنه قال من الصعب أن أنتقل إلى فريق آخر ويأتى اليوم الذى ألعب فيه ضد ليفربول.. الأمر سيكون (ثقيلا) ولا أتخيله.. وقال إنه يتمنى التجديد وأن ينهى مسيرته الكروية مع ليفربول. 

حكاية نجاح صلاح لا يجب أن تختصر فى عدد من الأهداف الرائعة والمؤثرة فى شباك الفرق المنافسة، إنما يجب أن تتطرق إلى أنه إنسان بسيط انطلق من (نجريج إلى البريميرليج).. بكل تفاصيل الحدوتة.. خاصة عدم انفصاله عن (جذوره) وارتباطه ببلده وأهله وناسه وقريته وعطاؤه الذى لا يحب التحدث عنه ويعتبره رداً لجميل أهله ووطنه عليه.. وأقول للجميع دعوه يلعب ويبدع ويتألق ويسجل ويمتع.. ودعونا نسمع اسم مصر تتغنى به الجماهير الإنجليزية وهى تهتف للفرعون والملك المصرى محمد صلاح.

[email protected]