رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحمد لله، الأذان الموحد بدأ يصدح وتنصت إليه بشغف الآذان، أصوات ندية، شجية ترفع الأذان، ترحمنا من نشاز الأصوات الذى يقض المضاجع.. ويقض مضجع تعبير يُستعمل للدلالة على الإزعاج أو على فعل غير مُتوقع مُناف لما ينتظره المتشوق للصلاة..

الله يرحمه الدكتور الفيلسوف محمود حمدى زقزوق صاحب الفكرة الطيبة، رحل قبل أن يسمع الأذان الموحد، كما أحب واستحب، ومشكور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لإصراره على المضى قدما فى تنفيذ المشروع الذى يتصدر أولويات وزارة الأوقاف.. فى ميزان حسناته الدينية والوزارية..

أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا، تأخرنا طويلا، ولكن المهم المضى قدما فى إنجاز المشروع فى القاهرة والمحافظات مع مراعاة فروق التوقيت، ولطالما المساجد والزوايا باتت تحت سيطرة الأوقاف، يصبح إنجاز المشروع فرض عين..

الحمد لله، تمتلك الإذاعة المصرية رصيدا هائلا، وثروة نفيسة من تسجيلات نادرة للأذان بأصوات مشاهير القراء.. أصوات من السماء، نسمع منها روائع فى رمضان، وتمتلك مدرسة التجويد المصرية أصواتا شابة ندية، لا ينقصنا الطلاوة والحلاوة والجمال، لماذا نستسيغ الصخب والغوغائية على حد وصف طيب الذكر مولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى وصف الأذان على الطريقة الشعبوية بـ«غوغائية تدين».

المشروع يمضى جيدا كما خطط له، ورئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية بوزارة الأوقاف، اللواء عمرو شكري، يبشرنا بضم ٤٢٦ مسجدا جديدا خلال الربع الأول من العام المالى الجارى لمشروع «الأذان الموحد»، ليصل إجمالى المساجد التى شهدت تشغيل وتفعيل وحدات الأذان بها على صعيد مساجد القاهرة الكبرى إلى ٣٥٢٨ مسجدا.

المشروع «الأذان الموحد» فى نسخته الجديدة أطلق فى عام ٢٠١٩، وهو المشروع الذى يعتمد فى الأذان على الصوت الموحد لمؤذن واحد، حسب التوقيت المحلى لكل محافظة على حدة، ويكون ذلك عبر إشارة البث المشترك بالمساجد من خلال جهاز الاستقبال اللاسلكى.. وأرجو ألا يخرج علينا «محتسب» يقول الأذان الموحد حرام، لأن جهاز الاستقبال اللاسلكى لم يكن مستخدما فى فجر الإسلام.

احتراز وجوبى، لا أحد يطلب منع رفع الأذان حاشا وكلا، ولا أحد ضد رفع الأذان جهرا فى المساجد، ولكن بهدوء، برفق، بصوت جميل، وحتى لا يشط أحدهم تكفيرا وتفسيقا واتهاما، نرجعه إلى وصية محفوظة لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى حتى لا يزايد علينا أحد، ولا يتجنى علينا أحدهم.

الفيديو محفوظ على «يوتيوب» وردا على سؤال حول رأيه فى الصوت العالى للأذان، والذى يسببه الميكروفونات، قال الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى: «هذه غوغائية تدين.. وباطلة دينيا»، وعلق بقوله: «اللى قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة يهبهب.. وناس عاوزة تنام وناس مريضة. الميكروفون أكبر نقمة منيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شىء».

كفانى الشيخ الشعراوى مؤنة وصف الصخب الرهيب الذى يدهم الناس جراء ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد، ومع ندرة الأصوات الجميلة بات الضجيج مضاعفا، هناك تنافس بين المساجد على اقتناء أكبر عدد من الميكرفونات مصوبة إلى الجهات الأربع، ضجيج والصمت عليه يصيب الناس بالصمم.

أستعير وصف مولانا الشعراوى «غوغائية تدين» واقف على حكمة «باطلة دينية» وأهدى فيديو الشيخ الشعراوى إلى كل معترض على مشروع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ليقف على الحكم الشرعى لما يصدر عن بعض المساجد من ضجيج، مع حلول الأذان تصطخب الأجواء بعاصفة من الأصوات التى يصعب وصفها احتراما لأصحابها، ولكنهم لا يبالون بما يصدرونه من أذى الناس.

المزايدة الدينية على الناس فى بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف دخول الصلاة، تليفزيون وراديو وموبايل، ثم إن الأصوات الندية باتت نادرة، ما يصدر لا يندرج أبدا تحت أجمل الأصوات، غاب المؤذنون الموهوبون عن المساجد، وتركوا الميكرفونات لعمال المساجد والمتطوعين، ومن حضر باكرا واستولى على الميكرفون ليسمع الناس صوته، ويعلن أنه فى المسجد ليشهدوا له بالإيمان.

سيادة الوزير، استمرار صخب المساجد ليس من الدين فى شيء، باطل دينيا، والصمت على غوغائية الميكرفونات منكور دينيا من كبار الأئمة، وكرهوها، وتجليس فكرة الأذان الموحد وتعميمها مهما بلغت الكلفة ضرورة مستوجبة..

ما نرجوه أذانا معتبرا بصوت جميل يتسلل إلى الأرواح، يوقظ الغافلين، لا يؤذى السامعين، هذا الذى يحدث ويجرى تغييره بالأذان الموحد، للأسف تدين شكلانى، لا يضيف إلى الدعوة شيئا بل هو منفر تماما.