رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ولد فى.. رحل فى.. ليس المهم فى تلك التواريخ.. لكن المهم ما بين الميلاد والوفاة..ماذا فعل ذلك الشخص؟إنه التاريخ.. إن التاريخ يقف عند ما فعله وأنجزه الإنسان خلال الرحلة.. فهناك البعض فى تاريخهم محطات مضيئة وهناك من يقدم ما ينفع البشرية ويبقى دوما فى ذلك عبر الأجيال، بل انه يسجل فى التاريخ البشرى.. وكم من البشر يقضى حياته بلا تأثير وبلا انجاز مهما تكن مكانته.. فحتى العامل البسيط أو الإنسان الذى يؤدى عمل بسيط، هذا الإنسان البسيط يترك أثرا بالغا فى كل المحيطين، بما قدمه من خلال عمله وانجازه ومهارته..

وفوزى فهمى يدخل ضمن من قدموا خلال مشوارهم الكثير من الانجازات النافعة والباقية عبر الأجيال.. فهو مثلا رجل دولة من طراز رفيع، امتلك العديد من السمات والخصال الخاصة التى تجعله متميزا فى حياته.. هو رائد النهضة المسرحية والنقدية الحديثة.. هو رمزا من رموز الثقافة المصرية والعربية وعلما من أعلام النهضة المسرحية والنقدية الحديثة.. رحل فوزى فهمى عن عمر 83 عاما.. ولد فى أغسطس 1938 فى القاهرة وتلقى تعليمه الابتدائى، وتعليمه الثانوى بمدرسة على باشا مبارك، وحصل منها على شهادة البكالوريا. والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم الدراما، ثم حصل على الدكتوراه فى علوم الموسيقى عام 1975، تنقل فى العديد من المنصب نذكر منها عميد معهد النقد الفنى عام 1978، وكيل لوزارة الثقافة، ثم رئيسا للمركز القومى لثقافة الطفل، ومن ابرز جهود الدكتور فوزى فهمى الثقافية وعمله فى المجال العام، إنشاء الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، والإشراف على ترجمة مائة كتاب للطفل، ورأس لجنة مشروع مكتبة الأسرة وغيرها عضو بمجلس الشورى، من أهم مؤلفاته: فى المسرح: عودة الغائب 1977، الفارس والأميرة 1979، لعبة السلطان 1986.

وقد رحل فوزى فهمى فى صمت بعد أن أدى الكثير من علم نافع ومعرفة رفيعة وصادقة.. من مميزات ذلك الرجل أنه كان هادئا وعميقا فى فكره، كانت له نظرة ثاقبة تجاه المحيطين به، أذكر أننى دخلت إليه المكتب أحدثه فى أمر ما.. سمع وصمت ثم اعتدل ونزع نظارة القراءة، وقال لى بهدوء – كان يقول لى يابوعلى – يابوعلى.. كل اللى أنت قلته ده أمر عادى وبيحصل والذكاء أن تأخذ الأمر بهدوء ولا تحكم بتسرع ولو أن الأمر كان كبير كنت لقيتنى استدعيتك وكلمتك... على فكرة كتابك قرأت منه فقرات، وكان الكتاب عن فلسفة الأمل، وفتحنا نقاش سريع عن ارنست بلوخ.. نظرت إليه.. تعلمت منه.. خرجت فرح وكنت لسة دكتور فقط.. وكل الانجازات وكل مبانى الأكاديمية هى أصلا من انجازات فوزى فهمى وهو الذى كان يكافح ويناضل أن تصل إلى ما هى عليه الآن.. لذلك عندما تقول اكاديمية الفنون فلابد أن تذكر فوزى فهمى.. وستظل كذلك لأجيال قادمة.. فوزى فهمى كان رائعا.. رحمه الله.

---

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون