رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

استطاع أرسطو أن يكتب عن المأساة والدراما كتاباً موسوعياً ما زالنا ندرسه ونتعلمه ونمشى على دربه فى النقد الأدبى والفنى ولكن لم يستطع أن يكمل كتابه عن الكوميديا وفن الضحك والسخرية لأن الضحك والابتسام والبهجة من نوادر الحياة الدنيا ومن ثم من يملك ناصية الإبداع والقدرة على الضحك والابتسام والفرح يعد من الموهوبين المحظوظين المبدعين وما من شعب مثل الشعب المصرى الذى يظل يفاجئ العالم والباحثين والدارسين بقدرته الغريبة والفريدة على الضحك والسخرية التى هى نقد درامى مأسوى موجع يمزج الجد بالهزل ويخلط المأساة مع الملهاة، ويعظم ويضخم العيوب بصورة كاريكاتيرية من أجل إبراز النواقص والمثالب والأخطاء البشرية، ولكن بصورة وأسلوب ضاحك ملىء بالمرارة والألم بغية الإصلاح والتغيير. وإن كانت السخرية تظهر فى النكات والقفشات السريعة، فإن دخول وسائل التواصل الاجتماعى إلى معترك الحياة اليومية للمواطن جعلت النكتة تتوارى والكاريكاتير يتقلص بل يختفى إلى حد كبير، وبدلاً من ذلك ظهرت تلك الأفلام المركبة من مقاطع إعلامية وبعض مشاهد وحوارات فيلمية فنية فى تراكيب تلقائية يقوم بها هواة وشباب وأناس عاديين جداً فى محاولة النقد والاعتراض دون الدخول فى معارك كلامية أو صدامية وباستخدام وسائل الإعلام الحديثة، وإن كانت هذه التقنيات الإعلامية قد تم التعامل معها من قبل من خلال برامج السخرية السياسية التى اشتهرت بها أمريكا، وانتقلت إلى مصر أيام حكم الإخوان، ولمع بها ذلك المذيع الطبيب الشهير إلا أن اختفاء تلك البرامج من على الشاشة المصرية قد تحول إلى وسيلة إعلامية بسيطة يستخدمها المواطن المصرى ببراعة ليعبر فيها عن كل ما يهمه وكل ما يشغله وكل ما يؤرقه، وبالتالى وجد المواطن المصرى أن الوسيلة المتاحة والمحكمة اليوم هى ذلك الإعلام البديل الساخر الذى يمنحه القدرة على الإبداع والتعبير والرفض ولكن بأسلوب فنى وتلقائى ساخر ضاحك يكون هو فيه المبدع والمؤلف والمخرج وصاحب القرار والإرادة ولا أحد يملى عليه ما لا يرغب ولا يريد. ولكن.. بعض تلك الإبداعات قد يؤدى إلى شحن الرأى العام بصورة سلبية، ويدفع المغرضين والموتورين إلى استخدامها ضد إرادة الوطن والشعب وتشويه الصورة الكبرى لحجم الإنجازات والأمن والأمان والتنمية التى قد تكون سريعة بصورة أكبر من تحمل المواطن لتبعاتها وتداعياتها المؤثرة عليه والضاغطة بشدة... السخرية والضحك سلاح البسطاء فى مواجهة ورفض ما لا يقدرون على تغييره أو إصلاحه.