رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

النفاق داء مهلك للأفراد والأمم،  وهو أشد خطراً من الكفر والشرك، حيث يقول الحق سبحانه: «إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يوتي الله المؤمنين أجراً عظيماً».

وللنفاق علامات، من أهمها: الكذب،  والخيانة، والغدر، وخلف الوعد، يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه  خ صلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر،  وإذا خاصم فجر.

ويبين لنا القرآن الكريم جانبا من خصال وأحوال المنافقين فى مواضع عديدة، منها: إنهم يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع، حيث يقول الحق سبحانه: «وإذا أنزلت سورة  أن آمنوا بالله و جاهدوا مع  رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون»، ويقول «سبحانه وتعالي»: «ويستأذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فراراً».

ومنها: إنهم يقيسون كل أمورهم بقدر ما يتحقق لهم من منافع، حيث يقول الحق سبحانه: «ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها  رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون» ويقول سبحانه: «ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين».

ومنها: الفساد والإفساد، وكثرة الحلف الكاذب، يقول سبحانه: «ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو الد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد».

ومنها «تأليب الرأى العام،  وبحث الوهن فى نفوس المؤمنين الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه: «ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين».

ومنها: التحالف مع الأعداء والتواصل معهم على حساب الدين والوطن، حيث يقول الحق سبحانه: «فترى الذين  فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين».

ومع أن علامات النفاق التى سبق ذكرها إنما هى صفات المنافقين قديماً وحديثاً، فإن المنافقين الجدد قد ضموا الى ذلك ضروبا جديدة من الخداع، من أبرزها: لبس مسوح الدين والمتاجرة به، واستغلاله لتحقيق مصالح الجماعات التى  تريد أن تتخذ من الدين مطية الى السلطة، متدثرة فى ألوان شتى من التدين الشكلى والتدين السياسي، إضافة إلى ما يتسم به المنافقون الجدد من خيانة الوطن وتحقيره وبيعه بثمن بخس، فالغاية لدى عناصر هذه الجماعة الإرهابية تبرر الوسيلة ـ اى وسيلة كانت ـ قتلا أو تخريباً، أو تكفيرا وتفجيرا، أو كذبا وافتراء وبثاً للشائعات، فقد نشأوا على الكذب والتقية، وهم أشبه ما يكون بخفافيش الظلام التى لا يمكن أن تحيا فى النور أبداً.

وتحاول الجماعات الإرهابية زرع عيونها وجواسيسها فى جميع مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية والمفصلية، وفى جميع المصالح والقطاعات الحيوية، ما يتطلب ويستدعى توخى الحذر والفرز الجيد لمن يتولون العمل القيادى بأى من مؤسسات الدولة، وبخاصة المفاصل الحساسة بكل مؤسسة، مع الضرب بيد من حديد ـ وبلا هوادة أو تردد ـ على يد كل من تثبت خيانته لوطنه أو لمؤسسته، وعمالته لأى من الجماعات الإرهابية  والجهات التى تمولها، أو تدعمها، أو تساندها، و تستخدمها لخدمة مطامعها ومصالحها، وأجنداتها فى تدمير وطننا، وتفريق كيان أمتنا ومنطقتنا، وتحويلها الى كيانات أو دويلات ضعيفة ممزقة لا تنفع صديقاً، ولا تضر عدواً، ولا تملك من أمر نفسها شيئاً، فتصير عالة وتابعة وأداة طيعة فى ايدى قوى الشر والظلام والضلال.