رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أرى أن الوطن للمواطن ليس بالضرورة مساحة أرض وماء وهواء وسماء، أو جماعة بشرية يتوه بين مواطنيه لأن لهم ذات البشرة وبملامح تتقارب فى الشبه والروح، ويتحدثون لغته وتجمعهم به جنسية مشتركة... الخ..

وبإلقاء نظرة تاريخية على حدث يؤكد على مفهوم المواطنة لدى المواطن المصرى، فى زمن اشتعال ثورة1919، واجه الملك فؤاد والإنجليز مشكلة فى إقناع أحد من رموز العمل السياسى بتولى مهام منصب رئاسة الوزراء , فالكل كان يعى أن القبول بالمنصب سيكون فى مرمى غضب الشعب , وفى نوفمبر1919، وعليه لم يجدا ـ الملك والإنجليز ـ أمامهما سوى سياسى قبطى مصرى استشعرا إمكانية قبوله القيام بالمهمة الشائكة وهو يوسف وهبة باشا، وكان ما توقعه الجميع من حالة غضب شعبى على الرجل بقيادة رموز مسيحية مصرية، تآلفوا فى رد فعل سريع لعقد اجتماع موسع صباح الجمعة21 نوفمبر1919 بالكنيسة المرقصية الكبرى يرأسه القمص باسليوس وكيل البطريكية, حيث قام بالخطابة كل من القمص سلامة منصور رئيس المجلس الملي, والأستاذ توفيق حبيب, والأستاذ لويس فانوس, والقمص مرقص سرجيوس, وكامل أفندى جرجس عبدالشهيد بالنيابة عن الطلبة, واتفق الحاضرون على إرسال برقية إلى يوسف وهبة باشا جاء فيها:  « الطائفة القبطية المجتمع منها ما يربو على الألفين فى الكنيسة الكبرى تحتج بشدة على إشاعة قبولكم الوزارة إذ هو قبول للحماية ولمناقشة لجنة ( ملنر), وهذا يخالف ما اجتمعت عليه الأمة المصرية من طلب الاستقلال التام ومقاطعة اللجنة, فنستحلفكم بالوطن المقدس وبذكرى أجدادنا العظام أن تمتنعوا عن قبول هذا المنصب الشائن..».

 ويذكر أن يوسف وهبة قد قبل بالفعل تشكيل الوزارة مما عرضه قبل أقل من شهر في15 ديسمبر1919 للاغتيال من طالب مسيحى بكلية الطب يدعى عريان يوسف سعد.. وبالمناسة أنه فى تلك الفترة انتخاب أعضاء نقابة المحامين مرقص حنا نقيبا لهم في12 ديسمبر1919 ليكون أول قرار تتخذه النقابة فى عهد نقيبها المسيحى هو إضراب المحامين لمدة أسبوع ابتداء من17 ديسمبر احتجاجا على موقف الاحتلال الإنجليزى ضد مصر الذى يوافق ذكرى إعلان الحماية على مصر عام1914، ويذهب سعد زغلول إلى باريس فى أبريل1919 لعرض المطالب المصرية فى الحرية والاستقلال على مؤتمر الصلح الدولى المنعقد هناك, وكان الوفد الذى يرأسه سعد يضم بين أعضائه خمسة من المسيحيين هم: سينوت حنا, وجورج خياط, وجورج روماني, وعزيز منسي, وويصا واصف المتحدث باسم الوفد.. إنه «واصف» الذى اختاره مجلس النواب المصرى رئيسا له عام1930 وكان أكثر من90% من أعضاء المجلس من المسلمين, وكانت مصر تسميه محطم الأغلال بعد أن أصدر رئيس الوزراء إسماعيل صدقى قرارا بوقف جلسات المجلس تمهيدا إلى حله, فاعتبر واصف القرار باطلًا ودعا أعضاء المجلس إلى الاجتماع وقادهم بنفسه متقدما الصفوف, وعندما وجد الأبواب مغلقة قام بتحطيم السلاسل بيديه وفتح الباب بالقوة, ودخل على رأس نوابه وعقد اجتماعًا كان له الوقع العظيم فى التأكيد على الإيمان الحقيقى بمفهوم « المواطنة الكاملة « فى حركة مصر الوطنية التاريخية المعاصرة.

[email protected]