رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عيادة الدكتور جلست لانتظار دورى فى الكشف.. جاء مكانى بحوار رجل ستينى العمر مثلى تقريبا.. وسكرتير الدكتور فى الركن بجانب الرجل الذى بجانبى، وهذا الرجل يسند يده على مكتب السكرتير، ومعه فى اليد الأخرى ملف تحاليل وأشعة.. والسكرتير يشغل الدش على قناة الأفلام تقريبا.. كان الفيلم الذى يعرض به الفنان المعروف ايمان البحر درويش.. ولأن المسافة بعيدة فأنا لا أتابع ونظرى ضعيف فأنظر مرة وأنصرف بنظرى ناحية الباب.

فى عيادة الأطباء تشعر بالسأم الى حد كبير وتعيش لحظات من الانتظار الثقيل وتنتظر اللحظة التى يأتى دورك كى يرحمك من جحيم الانتظار.. سمعت من بجوارى يقول للسكرتير.. انتهى ايمان البحر درويش.. فوجدت السكرتير وهو شاب عشرينى قال وبصوت قوى.. لا.. موجود على الميديا بقوة.. بس بصراحة عامل شغل كبير بس هما مش هيسيبوه، الحكاية بقيت قرف.. الرجل الكبير الذى بجانبى سمع الكلام وقال آه.. وقلب فى الأوراق ولم يعلق على الاطلاق، لكن الأمر لم ينتهى من عقلى لماذا لا أدرى.. وظل الأمر يطاردنى بعد أن خرجت من العيادة.

كنت أريد أن أدخل فى نقاش مع هذا الشاب، لكنى وجدت نفسى غير مستعد لذلك، لأن الشخص نفسه مستحيل أن تدخل معه فى حوار، وخاصة أنه معاق ولديه كراهية للواقع والنظام.. هذا الأمر يجعلنا نقف ونتأمل لماذا يتخذ هذا الشاب هذا الموقف العدائى؟ أيضا هو ليس وحده هناك مؤكد آخرون كثر على نفس الشاكلة.. وأنا أعلم أن تلك الفئة لها نفس الرؤية ونفس الكراهية والعداء، ربما يكون لهم اتجاهات معينة أو يميلون الى الاتجاهات المعادية.. لكن على أية حال علينا أن نقف أمام ذلك الأمر لماذا تلك الكراهية للنظام؟ رغم أن ما يحدث فى مصر لم يحدث من عقود، قل على مدى نصف قرن.. وما يحدث فى مصر ينقلها الى مستقبل لم تكن تحلم به.. فلماذا هؤلاء على هذا الموقف؟

هذا السؤال هام وضرورى على الجهات المعنية أن تلتفت إليه.. هذا الموقف من الشباب يستدعى بلا شك أن توجد طريقة للاحتواء وافهامهم بشكل جيد عن كل ما يحدث.. الشباب انفعالى والشباب بشكل عام يريد ما يفيده الآن فى التو واللحظة، هو لا ينظر الى المستقبل بعد عشر سنين مثلا، وانما هو يريد ما هو ماثل وما هو آن فى اللحظة وتلك نظرة قاصرة تحتاج منا الاحتواء واعطاءهم الفرصة على التعبير والاعتراض والاختلاف.. لابد أن نفتح لهم قنوات يتمكنون من خلالها التعبير عما بداخلهم وأن ينتقدوا ولكن بشكل فيه رؤية ووعى وادراك.. لكن عندما تنسد أمامهم كل السبل عن التعبير نجدهم يهرعون لأى واحد مشهور أو غير مشهور يكون له رأى مخالف ومعارض لكى ينجذبوا اليه ويجدوا فيه التنفيس عما فى داخلهم. فإيمان البحر درويش ربما له ظروفه الخاصة، وخاصة أننا عرفنا عن دخوله المستشفى.. لكنه فنان معروف على المستوى الجماهيرى ويوم أن يتخذ أى موقف وخاصة مثل الموقف الذى ظهر فيه نجد العديد من الناس من يتعاطف معه ويصبح بمثابة مثل للتعبير عن الرأى.. ومثل هذا الامر يحتاج لوقفة لتدارك الأمر.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون