رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

قرر «المركز الثقافى الألمانى الدولي» فى لبنان، سحب «الدكتوراه الفخرية»، التى كان قد منحها لمحمد رمضان.. وقال المركز فى بيان أصدره، الجمعة: «لم نكن نعلم أبدًا، شيئًا عن حادثة الطيار المصرى المؤسفة الراحل أشرف أبواليسر التى ندينها ونشجبها، ولذلك تم سحب الدكتوراه من محمد رمضان».. واستنكر المركز فى بيانه ما وصفه بـ«أفعال محمد رمضان واللقاء والتصوير الذى جمعه مع مطرب وممثل صهيوني»، قائلًا: «لذلك اتخذ مجلس إدارة المركز الثقافى الألمانى الدولى قرارًا بسحب شهادات التكريم مع فائق الاحترام لكل من لفت نظرنا لذلك».

وكان محمد رمضان قد أعلن، يوم الخميس الماضى، حصوله على «دكتوراه فخرية» ولقب «سفير الشباب العرب» من «المركز الثقافى الألماني» فى لبنان.

وكتب محمد رمضان على صفحته بموقع «فيسبوك»: «شكرًا معالى وزير الثقافة اللبنانى والسيد نقيب الموسيقيين ونقيب الممثلين اللبنانى على منحى الدكتوراه الفخرية فى التمثيل والأداء الغنائي».

وأثار ما كتبه رمضان ضجة وجدلًا على منصات التواصل الاجتماعى، إذ تبرأت جهات فنية وثقافية فى لبنان من منح رمضان ما وصفها بـ«الدكتوراه الفخرية».. وقال وزير الثقافة اللبنانى عباس مرتضى فى لقاء تليفزيونى إن «الوزارة لم تتدخل فى اختيار المكرمين ولا تعلم المعايير التى تختار على أساسها لجنة الجائزة المكرمين».. فيما قالت السفارة الألمانية فى القاهرة إن «المركز الثقافى الألماني» فى لبنان لا يتبع الحكومة الألمانية «إطلاقاً».

من جانبه تجاهل رمضان سحب الدكتوراه ووجه الشكر للإعلامية نضال الأحمدية، عبر حسابه الرسمى على موقع فيسبوك وشكرها على تهنئته بتكريمه بلبنان، متجاهلًا الجدل الذى أثاره إعلان جهة التكريم عن سحب الدكتوراه الفخرية الممنوحة له.. وأعاد رمضان نشر كلمات تهنئة الأحمدية له التى كانت قد هنأته بها عبر حسابها الرسمى على موقع تويتر وورد بها :«مبروك لمحمد رمضان تكريمه فى لبنان فهو فخر لكل العرب، أما الذين ينعقون فلأنهم منسيون».

يا سادة.. هى نفسها حالة الصخب هى نفسها حالة الهجوم.. هو نفسه الجدل الداير فى المجتمع المصرى 

مع كل شىء يخص محمد رمضان.. وفى رأيى إن رمضان نفسه هو الرابح من وراء هذا الجدل.. وقد يرى البعض أننى أجدف ضد التيار، خاصة أننى أغطى ملف الطيران المدنى والطيار أشرف أبواليسر- رحمه الله- أحد ضحايا محمد رمضان ولكن ليس لنا إن نعلق لأن القضاء فى هذا الشأن قال كلمته وانصف أبواليسر رحمة الله.. وانتهى الأمر، أما ما لم يحل حتى الآن فهى تلك الدوامة التى يأخذنا إليها البعض سؤاء بعلم أو بجهل منهم، فبدلًا من التركيز فى قضايانا الحياتيه أرى أننا نستغرق فى تلك المهاترات التى لا طائل منها فرمضان يومًا بعد يوم تزداد نجوميته وتكثر أمواله.. فمحمد رمضان اتفقنا أو اختلفنا هو حالة فنية صنع لنفسه حالة واشتغل على نفسه وقرأ وعرف متطلبات السوق وأصبح له ملايين المتابعين والمحبين فى كل مكان، ومع كل جدل يثار حوله ويعتقد البعض أنه سقط يعود أقوى إلى الساحة تتبعه ملايين المشاهدات من معجبيه وملايين الجنيهات من حفلاته ومسلسلاته.. أما من يهاجمون رمضان فيجدون من يردون عليهم ويرون أن هذا الهجوم ما هو إلا حقد على إنسان ناجح صنع لنفسه وبنفسه تاريخًا.

ياسادة.. رمضان ليس الحالة الوحيدة.. ويشهد على ذلك كل من يأتى من الخارج من أرباب الفن والرقص ويجدون فى مصر سوقًا رائجًا لهم يحصدون من ورائه ملايين الدولارات، واسألوا أرباب الفن من دول شرق آسيا.

همسة طائرة... يا سادة.. السوق المصرى سوق رائج فى كل شىء يكسب منه من يقرأ مفردات جمهوره بأنه مجتمع استهلاكى وجمهور استهلاكى، فالأسواق الكبيرة هنا والهايبرات تجدها فارغة فى الدول التى يمتلك أصحابها تلك الأسواق على أرض مصر فى الوقت الذى نجد فيه تلك الأسواق تعانى تكدسًا وزحامًا فى مصر.. ليؤكد أن تلك هى مفردات الشعب المصرى الذى محيت هويته وجرفت منذ الانفتاح الاقتصادى فى مصر فى سبعينيات القرن الماضى.. ويبقى أن من يريد أن يقضى على ظاهرة رمضان أو من على شاكلته فعليه أن يعيد للفن المصرى هويته التى محيت بفعل فاعل.. وعلى كل من وزارة الثقافة والإعلام فى مصر الاضطلاع بدورهما لا الجلوس فى صفوف المشاهدين.. كما أن على الدولة المصرية أن تحكم رقابتها على الحفلات التى تعقد هنا وهناك بدون ضابط أو رابط وأن يطبق القانون على الجميع ولا يستثنى منه أحد، فما زال يحكم مفاصل الدولة مراكز قوى فساد يهمها بالدرجة الأولى أن يستغرق الشعب فى جهله حتى يتربحوا هم وسط حالة من الصخب والجدل كل يوم تشغل الشعب والمجتمع وتحول انتباهه عن قضاياه وقضايا وطنه.. وحتى نصل إلى تنقيه المجتمع ممن افسدوا على الشعب ذوقه وثقافته وحياته.. يظل السؤال حائرًا باحثًا على من يجيب.. العيب على مين فينا؟