رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

القيم الإنسانية هى الهادية وهى الضابطة وهى التى تحرك المجتمع. والقيم هى مثل ومعايير يجب أن تتبع بل نقول من الضرورى والمفروض أن تتبع. لكن هناك مشكلة فى النظر إلى هذه القيم.. هل القيم سماوية أم هى وضعية؟

نقول ما من دين وما من عقيدة وما من اعتقاد إلا وله قيم ومثل يحض عليها ويوصى بتنفيذها..بل إن كل الأديان الإنسانية قضيتها الأساسية هى تلك القيم والمثل، ولذا فهى تعمل بكل ما تملك أن تجعل كل معتنقيها يتبعونها ويتسلحون بها.. وهذا أمر جميل ورائع وينبغى أن نشدد عليه. فى المقابل نجد أن الدول والمجتمعات لديها أيضا قيم ومثل يجب أن تحض عليها وترغب أن يتبعها الجميع من المواطنين.. لكن المشكلة تتضح بين ما هو سماوى وما هو وضعى.

خذ مثلا كلمة (عيب) الدين يحض على الابتعاد عن كل ما هو سلبى وما هو غير أخلاقى فهو (عيب).. خذ أيضا كلمة (الأمانة) فمن الضرورى أن تكون أمينا وكل دين يحض الإنسان أن يكون أمينا فى قوله وعمله وفعله ونفس الأمر نجده فى قوانين الدولة والمجتمع لكن أين تكمن المشكلة؟ تكمن المشكلة فى أن القيم والمبادئ السماوية الأمر فيها مرجأ إلى يوم الدين.. بمعنى أن الأمانة والعيب والشرف والصدق كلها مبادئ وقيم أمرها موكول إلى الله يوم الحساب ولذلك تجد من يقول لك (هو أنت اللى هتحاسبنى ولا ربنا).. يقول لك إذن مالكش دعوة سيب ربنا يحاسبنى ولا تتدخل فيما لا يعنيك!

هنا يصبح الأمر نسبيًّا هناك من يقتنع وهناك من لا يقتنع وتصبح القيم والمثل كلاما نتشدق به صباحا ومساء ولكن لا نتيجة له. الكل يدعى التدين أو ما أسميته التأدين.. لكن لا أحد يعير المبادئ والمثل أى اعتبار وتلك هى المشكلة لكن إذا كانت القيم مثلا اجتماعية ويتم محاسبة أى فرد خارج عن ذلك الإطار وأن يطبق القانون الملزم للجميع الكبير والصغير هنا تصبح القيم والمثل لها نتيجة ملموسة فعالة فى الواقع الاجتماعى بمعنى (الأمانة) هى قيمة دينية وفى نفس الوقت هى قيمة مجتمعية وكل من يخالف الأمانة ومعاييرها ومبادئها فلابد أن يتحمل مسئولية فعله هنا يصبح القانون ملزما لكل فرد بل يجبر الجميع على اتباعه.

ما يمكن أن نلاحظه أن الدين أو التشدق بالدين أصبح كلاما فى كلام إنه حديث لسان تجدهم يقسمون ويحلفون بأغلظ الأيمان ورغم ذلك نكتشف أنه حرامى ومنافق ومزور رغم كل ما قد تشدق به. وهنا لابد للقانون الوضعى أو الإنسانى ينبغى أن يطبق بحزم فهو ملزم للجميع باتباعه والمحاسبة تكون واقعية وملموسة ورادعة. ومن هنا نقول نحن نريد تطبيق القيم القانونية إلى جانب إيماننا بالقيم السماوية. آن الأوان أن ندعو إلى دولة المؤسسات دولة القانون الذى يحاسب على فعله ويجب ترسيخ ذلك القانون من خلال مناهج التعليم من الصغر، فإذا خرج الطفل من الصغر يعرف ويفهم أن كل شيء سيحاسب عليه وفقا للقانون سنجد ساعتها الانضباط يسود المجتمع أما كلمات (معلش)، (المسامح كريم)، (منه لله) كل تلك الألفاظ تجعل الأمور كلها متميعة وتدعو إلى أن كل شخص يفعل ما يشاء وفى النهاية لن يجد أحدًا يسائله..والسبب منه لله! وربنا هيحاسبه! ويسرق هذا وذاك ونقول منه لله! ربنا مابيسبشى حد.. فهل هذا معقول يا سادة؟

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون