رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناولنا فى المقال السابق ما كتبه طه حسين عن بكاء الأوطان وقد وجدنا أن ما كتبه فى الماضى هو ما يحدث الآن، لقد مضى عليه قرابة السبعين عاما وما زال يفسر لنا واقعنا الذى نعيشه وهنا تتبين قيمة وأهمية المفكرين.

وفى الوقت المعاصر نجد الوطن بكى بشكل مؤلم.. فقد حدث اختطاف للوطن من جماعة من القتلة والخونة والفاسدين.. وقد تم استرداد الوطن من أيدى هؤلاء.. ولكن مازال الوطن يبكى.. الوطن يبكى لأنه يريد أن يكون فى حالة أفضل ولأنه يعلم أن حالته الماثلة ليست هى المطلوبة وليست هى الجديرة به.. لذلك فإن الوطن يبكى من أجل أن يشعر الجميع بتلك الأنات وتلك الدموع من أجل النهوض به.

وقليلون هم من يحسون بذلك البكاء.. فالوطن إذا بكى شعر به من لديه قدرة على الرؤية وإحساس عظيم بالمسئولية.. والقيادات الحقيقية والزعماء هم أول من يشعرون ويحسون ويتألمون لبكاء الأوطان لأن لديهم حاسة قوية، إنها الحاسة الجوانية القادرة على معرفة حقيقة الوطن وآلامه وأحزانه.

رأينا ذلك عند أحمد عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد نجيب وعبدالناصر والسادات.. وعندما يقف الرئيس السيسى فى خطابه فى محور قناة السويس فى الإسماعيلية 5/8/2014 ويقول مصر محتاجة.. ويكاد يبكى ويكرر ويعيد أن يشعر الجميع بما تمر به مصر.. فماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن السيسى يشعر ويسمع ويرى ويدرك بكاء الوطن.. وهو يريد بكل ما أوتى من قوة وإمكانات أن يزيل دموع الوطن.. ونجده يقول هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.. وعلينا أن نلاحظ أن هناك من يعيش فى الوطن وهدفه الأساسى هو المزيد من دموع وآلام الوطن إنهم الخونة والفاسدون ومن المؤسف أنهم ليسوا بالقليل.

والرئيس السيسى لديه القدرة على أن يترجم وينقل حقيقة الحالة التى تعيشها مصر.. هو ينقل حالة البكاء التى تعانيها مصر. ثم نجده يقول إننى أعرف مشكلات مصر مثل ما أنا شايفكوا كده قدامى وعارف حل مشكلاتها مثل ما أنا شايفكوا قدامى.. هنا نقول إن القائد أو الزعيم على دراية بأسباب البكاء وأيضا على دراية بكيفية مسح البكاء والدموع.. مثل تلك النوعية من البشر لا تتوافر بكثرة بل هى نادرة الوجود ندرة المعادن النفيسة والماس، ولذلك فإن الشعوب المحظوظة هى التى يهبها الله مثل تلك النوعية من القيادات والزعامات، لكن ماذا يحدث لو لم يهب الله الشعوب قيادات أو زعامات لديها الإحساس والإدراك لحقائق الواقع والألم وبكاء الأوطان؟

فى تلك اللحظة تصاب الأوطان بحالة من التدهور والانهيار وتزداد الآلام ويزداد البكاء والنحيب وإذا لم يجد الوطن من يزيل دموعه فإنه يتجه إلى التفكك والتفتت والدول التى تتفتت أو تنهار من الصعب أو من المستحيل أن تعود مرة أخرى، والسبب كما قاله الرئيس السيسى لأنه لم يعد يوجد عقل يسير الأمور بحكمة ولكنها عقول متعارضة ومشتتة.. وهذا ما يعجل بالانهيار، لذلك فلنحمد الله أنه وهب مصر رجلا وزعيما وقائدا أدرك محنتها وألمها ودموعها ويحاول الآن إنقاذها ولذلك فمن الضرورى على الجميع فى كل مكان داخل مصر وخارجها محاول إزالة دموع الوطن ومواجهة الفاسدين والخونة المتغلغلين فى كل مؤسسات الدولة والمتآمرين عليها من الخارج والداخل.. وقد تمكن خلال تلك الفترة القصيرة أن يغير وجه مصر بأكملها، وما زال يعمل ويكفكف دموع مصر بل والعالم العربى برمته.. هبوا جميعا من أجل دموع الوطن تكاتفوا مع الرئيس السيسى من أجل وطن يبتسم لا يبكى.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال