رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية لسان حال اليسار الإسرائيلى صور ٦٧ طفلا فلسطينيا راحوا ضحية العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة فى افتتاحيتها، تحت عنوان: "هذا هو ثمن الحرب"، ونفس الأمر قامت به صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتى نشرت أيضا صور وأسماء ٦٦ طفلا فى صفحتها الأولى لنفس العدوان الإسرائيلى الوحشى، وهى الصحيفة ذائعة الصيت وصاحبة المرتبة الثانية فى التوزيع داخل أمريكا، ولكنها اختارت عنوانا أكثر رحمة من سابقتها الإسرائيلية وهو (كانوا أطفالا فقط).

 وبغض النظر عن قيام الصحيفة الأمريكية بتصحيح الخطأ الذى وقعت فيه أمام اليهود الأمريكان، الذين انتقدوا الانحياز الواضح لإدارة الصحيفة لنشرهم صور اطفال فلسطينيين قتلوا على أيدى اعوانهم فى الأراضى المحتلة، فقد قامت نفس الصحيفة بملاحقة عارضتين للأزياء اصولهما فلسطينية واتهامهما بالانتماء لحركة حماس عن طريق اعلان مدفوع الأجر بها على صفحة كاملة وتطرق الاتهام للعارضتين اللتين تظاهرتا احتجاجا على قتل أطفال ونساء غزة بهذه الوحشية، إلى أنهما تحييان الدعوة إلى هولوكوست جديد.

أما هاآرتس الإسرائيلية فكانت أحسن حالا من سابقتها الأمريكية، عندما انتقدها ساسة اسرائيليون وأطلقوا عليها الصحيفة الحمساوية، مع العلم أن الصحيفة الإسرائيلية تضع السم فى العسل، وهى توجه رسالة للفلسطينيين بأننا سنقتل ابناءكم ولن نستحيى نساءكم إذا اطلقتم صواريخكم تجاهنا، تحت عنوان تمويهى أطلقوا عليه ثمن الحرب وهو ثمن غالٍ جدًا، يدخل تحت بند جرائم الحرب والتى لم تتم محاسبة الكيان المحتل عليها حتى الآن، وأظن ان اللجنة التى قامت هيئة الأمم بتشكيلها للتحرى عن جرائم إسرائيل داخل المدن الفلسطينية التى طالها القصف سيتم تفريغ قراراتها من مضمونها بما تملكه إسرائيل من نفوذ يهودى داخل أمريكا وشرائه صفحة كاملة لمحاربة فتاتين وتعريض مستقبلهما للخطر، بعد تردد أنباء عن استغناء الشركات العارضة عنهما بسبب جذورهما الفلسطينية.

ولا يجب أن نغفل عن المقولة الشهيرة لجولدا مائير رئيسة وزراء الكيان المحتل فى السبعينيات، وهى تقول للعرب يمكننا أن نسامحكم على قتلكم أطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لاجبارهم إيانا على قتل أطفالهم. وما بين ما نشرته الصحيفة الأمريكية ونظيرتها الاسرائيلية، لم نجد صحيفة عربية تتناول هذا الأمر من قريب أو بعيد بنفس الحجم والتعليق على كل صورة ونشر نبذه عن حياة كل طفل، كما فعلت صحيفة نيويورك تايمز، رغم أن هذه ورقتنا الرابحة للتنديد بجرائم الحرب التى قام بها هذا الكيان المحتل، ومازال يعتقل ويضرب ويقتل ويستولى على قرى ومبان ويطرد أصحابها بدعوى الاستيطان، وكأن وقف إطلاق النار ليس له علاقة بهذه العربدة، واعتبار الهدنة مع حماس شيئا وما يقوم به حاليا شيء آخر، رحم الله شهداءنا وجعل اطفالهم زخرا لهم يوم تبيض وجوههم وتسود وجوه قتلة الأنبياء والأطفال والنساء.