رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ماذا نعنى بمسئولية الأمل؟ نحن نعرف مسئولية الإنسان.. مسئولية الجيش، مسئولية الأمن، مسئولية القضاء... الخ. المسئولية تعنى أن يتحمل الفرد أو المؤسسة تبعات موقفه، وأن يتصرف وفق ما تقتضيه الظروف الموجود فيها.. فمثلا مسئولية الجيش تكمن فى قدرته على حماية الوطن سواء داخليا أو خارجيا، إنها مسئولية لا يمكن الهروب منها ولا يمكن التنازل عنها.. المسئولية حتمية وليست اختيارا.. وإذا قلنا مسئولية الأمل فإننا نقصد أن الأمل يتحول من مجرد تمنٍّ ذاتى أو تمنٍّ نفسى أو ضرب من الأحلام إلى فعل فى أرض الواقع.

ومصر الآن فى حاجة إلى مسئولية الأمل.. وليعرف الجميع أننا لا نملك رفاهية الجدال هل نتحمل تلك المسئولية أم لا؟.. إن مسئولية الأمل أمر حتمى للذات المصرية بمعنى أن على المصريين فى كل موقع أن يتحملوا مسئولية وجودهم فى هذا الوطن مسئولية المستقبل الذى يجب بأى وسيلة أن يكون أفضل وأجمل من كل ما فات.. مسئولية أن يتحول الوطن من حالة التصدع إلى حالة الصعود والتقدم.. وهذا الأمر لن يتاح إلا إذا كان لدى الجميع إيمان قوي وراسخ وفاعل بأنه من الضرورى أن يعمل على النهوض بالوطن إلى ما هو منشود ومرغوب ومطلوب.. إن الأمل يؤتى ثماره عندما تصير الإمكانات أمامه عديدة ومنفتحة وليست مغلقة أو مسدودة.

فعالية الأمل فى تعدد الإمكانات.. وفى مصر فى تلك الآونة بل وفى العالم العربى كله أرى أن الأمل وإمكاناته تتبدى ملامحه وعلى الجميع أن يتحمل مسئوليته لكى يتحقق ذلك الأمل. يمكننا أن نلمس مسئولية الأمل التى نتحدث عنها عندما يحاول كل فرد فى داخل هذا الوطن أن يكون أكثر موضوعية وليس ذاتيا.. فالذاتية دوما ضيقة الأفق، فى الذاتية تنحصر الذات فى كل ما يهمها والذات تريد أن تأخذ بأى وسيلة.. ولكننا فى الموضوعية نتغاضى عن ما هو ذاتى من أجل الوطن والنهوض به.. وكلما كان الإحساس بالانتماء والخوف على الوطن والرغبة الصادقة فى بذل أقصى جهد من أجل تحقيق الكثير من الآمال والأحلام أصبحنا فى مجال مسئولية الأمل أى أن كل فرد يبذل كل ما فى وسعه من أجل الوطن ومن أجل مستقبله. مسئولية الأمل ليست قولا يقال وليست تمنيا نفسيا وليست كلمة تكتب.

مسئولية الأمل (فعل) يتجسد فى أرض الواقع ومسئولية الأمل تبدأ من الفرد لكى يصبح أحد المبادئ الأساسية داخل المجتمع بأكمله، فنجد الأمل الجمعى وأنا أظن أننا الآن فى حاجة إلى ذلك الأمل الجمعى.. على الجميع الآن أن يجسد ذلك الأمل الجمعى من خلال الفعل والتغيير إلى الأفضل.. هنا يتحول الأمل من مجرد قول إلى مسئولية وفعل على أرض الواقع.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون